القاهرة ــ الأخبار
تصاعد الموقف العسكري أمس في منطقة القرن الأفريقي على نحو ينذر بمواجهات خطيرة بين المحاكم الإسلامية وكل من الحكومتين الصومالية والإثيوبية من جهة، وبين اريتريا وإثيوبيا من جهة أخرى.
وأعلنت المحاكم الإسلامية، التي تسيطر على العاصمة الصومالية مقديشو، أنها جنّدت 3 آلاف متطوع لخوض «حرب جهاد مقدسة» ضد إثيوبيا، التي قالت إنها «تتدخل على نحو سافر فى الشؤون الداخلية للشعب الصومالي». كما بدأت خطة لمحاصرة السلطة الانتقالية في بيداوة، عبر منع الشاحنات المحمّلة بالوقود من التوجه إلى المدينة.
وأعلن رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية ورجلها الثاني الشيخ شريف شيخ أحمد مجدداً أن المحاكم تستعد للجهاد ضد القوات الإثيوبية في بيداوة. ودعا كل الصوماليين إلى الانضمام إلى ميليشياته لمواجهة هذه القوات والدفاع عن حق الصومال في ممارسة سيادته على أراضيه والحفاظ على استقلاله.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي قد أقر أول من أمس للمرة الأولى علانية بوجود قوات لبلاده في الصومال، مشيراً إلى أن إثيوبيا في حالة حرب من الناحية النفسية والتقنية مع الإسلاميين في الصومال، بما أنهم أعلنوا الجهاد ضد بلاده.
وأضاف زيناوي أن الإسلاميين في الصومال يعدون منذ زمن «لاعتداءات إرهابية» في الصومال وإثيوبيا، وأنهم «قريبون جداً من حدودنا، لكننا صبرنا حتى الآن وسنستمر في الصبر». وقال إن بلاده «لديها بضع مئات من المدربين العسكريين المسلحين للصومال لدعم الحكومة المؤقتة، ولكنها ستمارس ضبط النفس».
واتهم زيناوي أريتريا بحشد عشرة آلاف جندي داخل المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة في نزاعهما الحدودي في انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار. وأضاف أنه «تم تهريب آلاف الأشخاص من أفراد الميليشيات والمزارعين المحليين المسلحين إلى منطقة الحدود الحساسة»، مشيراً إلى أن عددهم يقترب من عشرة آلاف، بينهم من يطلق عليهم ميليشيات.
ورأى أن هذا أكبر انتهاك صارخ لاتفاقية وقف إطلاق النار. وقال إن «موقفنا لا يزال هو أننا لن نرد بالطريقة نفسها على هذا العمل الاستفزازي».
وأشار زيناوي إلى أن أريتريا تستغل التوتر بين إثيوبيا والصومال، لكنه قال إن أديس أبابا «لن ترد إلا إذا تعرضت للهجوم».
في هذا الوقت، أعلنت المحاكم الإسلامية أنها أسرت ضابطاً في الجيش الإثيوبي خلال مواجهات دموية مع ميليشيا متحالفة مع الحكومة الانتقالية الصومالية. وقال الشيخ شكري إبراهيم، أحد المتحدثين باسم الإسلاميين في مدينة كيسمايو: «أوقفنا ضابطاً في الجيش الإثيوبي، وأقر عندما استجوبناه بأن هناك على الأقل 200 رجل أتوا من إثيوبيا إلى الأراضي الصومالية، وأن الحكومة الإثيوبية أرسلتهم لمساعدة الحكومة الانتقالية الصومالية».
وفي القاهرة، ناشد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأطراف الصومالية والإقليمية ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل، محذراً من عواقب وخيمة قد تنجرف إليها منطقة القرن الأفريقى بأكملها إذا ما استمرت المواجهات العسكرية والمواقف المتشددة من جانب الأطراف المعنية.
وحث أبو الغيط، فى بيان صحافي، كلاً من الحكومة الانتقالية الصومالية واتحاد المحاكم الإسلامية «عدم تعكير المناخ السياسي في الصومال قبل بدء جولة المباحثات الثالثة بين الطرفين المقرر عقدها في الخرطوم نهاية الشهر الجاري».
وشدد أبو الغيط على أهمية أن «يلتزم الطرفان المبادئ التي اتُّفق عليها فى الجولة الماضية وعدم محاولة فرض أوضاع جديدة على الأرض ضد إرادة الشعب الصومالي».