واشنطن ــ محمد دلبح
أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين الأميركيين المسلمين أمس تميّزهم بالتعدد المذهبي والعرقي ورغبتهم القوية في الاندماج بالمجتمع الأميركي وفي النشاط السياسي، وميلاً متزايداً نحو الحزب الديموقراطي.
يذكر أن قطاعاً واسعاً من العرب والمسلمين الأميركيين يميلون نحو الحزب الجمهوري المحافظ لأسباب اجتماعية وسياسية، وهو ما تجلى في الدعم الذي قدموه إلى الحزب الجمهوري في انتخابات عام ألفين التي أوصلت الرئيس الحالي جورج بوش إلى البيت الأبيض. لكنّهم تحوّلوا إلى تأييد الديموقراطيين في عام 2004 احتجاجاً على «سياسات معادية للمسلمين تنتهجها حكومة بوش».
وشمل الاستطلاع، الذي أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، عيّنة تضم نحو ألف ناخب مسلم أميركي من بين قاعدة بيانات تضم أكثر من 400 ألف ناخب مسلم أميركيوقال مدير «كير»، نهاد عوض، في مؤتمر صحافي أول من أمس في نادي الصحافة القومي في واشنطن، إن 42 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ديموقراطيون، و17 في المئة جمهوريون، بينما لم يكن نحو 28 في المئة قد حددوا انتماءات حزبية، مضيفاً أن الاستطلاع «يبين أنه لا يجب التعامل مع أصوات الجالية الإسلامية على أنها أصوات مضمونة، هناك تغير في توجههم السياسي».
ولا إحصاء حاسماً لعدد المسلمين في الولايات المتحدة، لكن أقرب التقديرات إلى الصحة تقول إن العدد يصل إلى ثمانية ملايين نسمة، فيما تقول المنظمات اليهودية الأميركية إن عدد اليهود في الولايات المتحدة لا يتجاوز خمسة ملايين ونصف المليون نسمة.
وأشار استطلاع (كير) إلى زيادة انخراط واندماج المسلمين الأميركيين في المجتمع الأميركي، إذ قال 89 في المئة إنهم يشاركون في التصويت عادة، و86 في المئة يحتفلون بعيد الاستقلال الأميركي في الرابع من حزيران من كل عام، و64 في المئة يرفعون العلم الأميركي على ممتلكاتهم الخاصة، و42 في المئة يتطوعون في مؤسسات تخدم المجتمع (مقارنة بنسبة 29 في المئة على المستوى القومي الأميركي).
وقال محمد نمر، مدير الأبحاث في (كير)، إن الاستطلاع أظهر أن المسلمين الأميركيين هم الأكثر قلقاً على الحريات المدنية، بالإضافة إلى قضية التعليم، فيما تلتها مباشرة قضايا السياسة الخارجية. وأضاف نمر، في المؤتمر الصحافي نفسه، أن «هناك معارضة هائلة لسياسات الرئيس بوش»، مشيراً إلى أن 55 في المئة من المستطلعين يشعرون بأن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على ما تسميه الإرهاب تحولت إلى حرب على الإسلام.
ويعتقد 88 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع أن الحرب على العراق لم تكن مجدية بالنسبة للولايات المتحدة، ويعارض 90 في المئة استخدام وسائل عسكرية لنشر الديموقراطية في أنحاء العالم.
ويقول 43 في المئة من المستطلعين إنهم «يشعرون بوجود تمييز ضدهم أو أنهم يخضعون لتصنيف عنصري». فيما رفضت غالبية المشاركين في الاستطلاع تصنيف أنفسهم حسب الانتماء المذهبي (سني أو شيعي) مفضلين وصف أنفسهم بأنهم «مسلمون».
ورغم الميل المتزايد إلى الديموقراطيين في أوساط المسلمين الأميركيين، إلا أن نهاد عوض أشار إلى أن المنظمات الإسلامية الأميركية لم تقرر بعد أيّاً من الحزبين ستدعم في انتخابات الكونغرس النصفية التي ستجري في السابع من تشرين الثاني المقبل.