strong>غزة ــ رائد لافي
اتصال بين عباس وهنية وصفقة قريبة لإطلاق سراح شاليط وألف أسير

ظهرت ملامح ليونة في جدار الأزمة الداخلية الفلسطينية، مع الكشف عن قرب عقد حوار موسّع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، برعاية مصرية وسورية، في وقت أجرى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية أول اتصال هاتفي بينهما منذ أكثر من شهر، رغم الخلافات المستعرة حول تأليف قوة تنفيذية في الضفة الغربية.
وكشف مصدر مقرب من هنية عن حوار موسّع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة سيعقد في غضون الأيام القليلة المقبلة في القاهرة برعاية مصرية سورية مشتركة، بهدف تقريب وجهات النظر بين قطبي الحكم الفلسطيني.
وقال الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي لهنية، إن “الهدف الرئيس من الحوار وضع النقاط على الحروف، والتوصل الى اتفاق سريع حول تأليف حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الخيار المجمع عليه الآن من قبل كل القوى والفصائل الفلسطينية”.
وأشار يوسف إلى أن “القاهرة سترعى لقاءات وجولات حوار بين الأطراف الفلسطينية... بمشاركة سوريا كطرف يحمل اقتراحات على أرضية تأليف حكومة وحدة وطنية”.
وأعلن يوسف أن “اتصالاً جرى بين عباس وهنية قد يعطي أملاً في حل الخلاف بينهما وتحسين العلاقة، وخصوصاً أن الخلاف الآن أصبح شخصياً بين الرجلين، أكثر منه خلافاً على تأليف حكومة”، في إشارة إلى مبادرة هنية للاتصال بعباس وتهنئته بالعيد، علماً بأن الرجلين لم يلتقيا منذ عودة الأخير من زيارته الولايات المتحدة قبل نحو شهر.
ونفى يوسف أن يكون لدى “حماس” توجه لتأليف حكومة كفاءات وطنية ترأسها شخصية من خارج الحركة. وقال إن “الإجماع الوحيد من قبل كل الفصائل هو تأليف حكومة وحدة وطنية تضم جميع ألوان الطيف السياسي بالإضافة الى شخصيات ذات كفاءات تتمتع بقبول محلي ودولي، وليس هناك توجه بأن يرأس الحكومة شخصية غير هنية”. وأشار يوسف إلى أن “مصر تراجعت عن اقتراحات كانت قد تقدمت بها لتأليف حكومة تكنوقراط، نتيجة إجماع الفصائل والقوى الفلسطينية على تأليف حكومة وحدة وطنية”.
ويأتي الإعلان عن الحوار الموسع في ظل أنباء نشرتها صحف إسرائيلية عن خلاف حاد بين رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، وإعلان فشل المباحثات بينهما.
غير أن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، نفى لـ“الأخبار” صحة هذه الأنباء. وقال إن “مصر لا تزال تبذل جهوداً كبيرة للتوصل الى حكومة تجمع عليها القوى الفلسطينية، وإن لقاء مشعل وسليمان لم يفشل، بل لا يزال متواصلاً وسيستكمل خلال زيارة مشعل الى القاهرة في الأيام المقبلة”، من دون أن يحدد موعداً للزيارة.
وفي شأن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال يوسف إن “القضية في طريقها الى الحل بعدما قدّمت مصر صيغة معدلة خاصة بالضمانات وأسماء معتقلين، بينهم قادة تاريخيون من جميع الفصائل”، مشيراً إلى أن إسرائيل “أبدت استعدادها الجدي لإنهاء القضية وقبول الورقة المصرية المعدلة”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد نقلت عن مصادر مصرية أن الظروف أصبحت مؤاتية للإفراج عن الجندي الأسير. وقالت إن “الاقتراح المصري الذي وافقت عليه تل أبيب مبدئياً ينص على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني على مراحل في مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير”.
ولم تخفف أنباء الحوار المرتقب من حدة الحرب الكلامية بين “حماس” و”فتح”، إذ حمّل الناطق باسم حركة “فتح” في قطاع غزة، ماهر مقداد، “حماس” مسؤولية تعثّر الحوار الفلسطيني، متهماً إياها بأنها تحاول الاستئثار بالسلطة من خلال مواقفها المتشددة، ومحاربة أي فكرة للخروج من الأزمة الحالية ومواجهتها بعبارات التخوين والتكفير.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة “رمتان” عن مقداد قوله إن “كل معركة حماس أصبحت من أجل الاستئثار بالسلطة وأي فكرة لإزاحة حماس من هذه السلطة تواجهها بعبارات التخوين والتكفير”.
وفي سياق متصل، هدّدت “فتح” بأنها ستتصدى لكل محاولات تأليف قوة تنفيذية في الضفة الغربية على غرار القوة المشكلة في غزة. وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن “فتح” جمال الطيراوي إن الحركة ستتعامل مع القوة التنفيذية في الضفة الغربية “كقوة خارجة عن القانون وستلاحق كل من ينضم إليها”.
وقال الطيراوي إن “فتح والفصائل الأخرى ترفض وجود هذه القوة التنفيذية”، التي وصفها بأنها أصبحت عصابات قتل سوداء في قطاع غزة، مشدداً على أن “فتح لن تسمح بامتدادها إلى الضفة الغربية”.