غزة ــ رائد لافي
تتسارع مبادرات الإنقاذ الداخلية على الساحة الفلسطينية، لتدارك أي خطوات سياسية تصعيدية بشأن حكومة الوحدة الوطنية أو “الخبراء” قبل اتخاذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي “قرارات حاسمة”. لذلك، تكثفت حركة الاتصال خلال اليومين الماضيين بين الرئاسة و”حماس”، التي جددت التمسك بمنصب رئيس الحكومة، الذي راجت أنباء عن اتجاه أبو مازن لإسناده إلى رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري

أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، أمس أن “قضية رئاسة الوزراء لم تناقش في المشاورات والأطروحات الجارية في شأن الحكومة المقبلة”، نافياً موافقة الحركة على التخلي عن رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة.
وفيما شاعت أنباء، نقلاً عن مصادر في ديوان الرئاسة الفلسطينية، تفيد أن عباس هدد حركة “حماس” بتأليف حكومة تكنوقراط في غضون الأسبوعين المقبلين اذا لم يتم تأليف حكومة الوحدة، نفى المتحدث باسم الحكومة هذه الأنباء بشكل قاطع. وقال “لا.. إطلاقاً هذا الكلام لم يصلنا ولم نسمع إطلاقا أي تهديد من الرئيس”.
وتشهد الساحة الفلسطينية “حراكاً” سياسياً نشطاً في هذه الأيام في محاولة جادة للخروج من الأزمة الداخلية. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ“الأخبار”، إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد حلاً جذرياً للأزمة الداخلية عبر تأليف حكومة جديدة ستخلف الحكومة الحالية.
وفي هذا السياق، ترأس عباس أمس اجتماعاً للجنة المركزية لحركة “فتح” في مقر الرئاسة في رام الله. وقالت مصادر إن الاجتماع تناول سبل الخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية وفك الحصار والعزلة السياسية الدولية وموضوع تأليف الحكومة.
والتقى عباس أيضاً وفداً من الحكومة برئاسة نائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر. وضم الوفد عدداً من الوزراء، بينهم وزيرا التخطيط سمير أبو عيشة والأشغال العامة عبد الرحمن زيدان.
وعقب اللقاء جدد عباس نفيه لما تردد عن تلقيه رداً نهائياً من الحكومة حول تأليف حكومة وحدة وطنية.
على صعيد آخر، أعلن منيب المصري عن لقاء قريب يجمعه بالرئيس الفلسطيني، من دون أن يكشف عن سبب الاجتماع، فيما أوردت تقارير أن المصري هو أحد المرشحين الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة المرتقبة.
وانضم الاتحاد الأوروبي، عبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا، إلى الدفع باتجاه حكومة تكنوقراط فلسطينية، وقال من عمان، أول من أمس، إن الاتحاد الأوروبي والدول العربية يدعمان فكرة تأليف حكومة خبراء في محاولة لإنهاء حظر دولي على المساعدات.
وقال سولانا “نحتاج إلى حكومة خبراء.. حكومة يمكن أن تسموها ما شئتم، ولكن تستطيع أن تعمل كحكومة وحدة اذا أردتم أن تطلقوا عليها ذلك”.
والتقى سولانا، الذي ختم جولته الشرق أوسطية في القاهرة أمس، الرئيس المصري حسني مبارك. وقال إنه أطلع الرئيس المصري على نتائج جولته الحالية في المنطقة. وشدد على أهمية تواصل الحوار الفلسطيني الفلسطيني من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية تمهد الطريق لإمكان استئناف عملية السلام.
كما أجرى سولانا محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي قال إن مباحثاته مع سولانا تناولت نتائج جولة الأخيرة في المنطقة والإعداد لتحرك عربي أوروبي في إطار إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
ميدانياً، استشهد فلسطينيان، أحدهما عضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، في حادثين منفصلين في قطاع غزة. وقالت "كتائب القسام" إن بكر نعيم العصار (20 عاما)، وهو أحد أعضائها، استشهد جراء انهيار نفق أرضي يصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد موسى أبو سنينة (30 عاماً) جراء إصابته بعيار ناري أطلقته قوات الاحتلال عليه قرب مطار غزة الدولي في مدينة رفح.