تضاربت التصريحات أمس عن مصير محور فيلادلفي على الحدود بين مصر وقطاع غزة، بعد التهديدات الإسرائيلية بضرب الأنفاق على الحدود المصرية في رفح بقنابل ذكية لمنع تهريب الأسلحة للجانب الفلسطيني.وأعلن مسؤول مصري زيادة القوات المصرية في المحور إلى 5 آلاف جندي، وهو ما نفاه الجانب الإسرائيلي، وسط دعوات إلى إعادة سيطرة سلطات الاحتلال على المحور، الذي سُلِّم إلى القوات المصرية في أعقاب الانسحاب من قطاع غزة في العام الماضي.
وقال مسؤول مصري لوكالة «رويترز» أمس إن القاهرة نشرت خمسة آلاف فرد إضافي من قوات الأمن قرب حدودها مع قطاع غزة. وأضاف: «لقد طلبوا تعزيزات بعد التقرير الإسرائيلي عن قصف الأنفاق وبعد مخاوف من انتهاك متشددين فلسطينيين للسياج الحدودي بين قطاع غزة ومصر».
ورفض المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد تأكيد الخبر، إلا أنه قال إن الحدود في منطقة رفح حدود مصرية ــ فلسطينية، وإن هناك تنسيقاً مصرياً فلسطينياً كاملاً بشأن تأمينها.
وأضاف عواد إن «موضوع الأنفاق قد طالت إثارته من إسرائيل على المستوى الرسمي وغير الرسمي»، مشيراً إلى أنه «إذا كانت إسرائيل حريصة على عدم تهريب السلاح إلى الأراضي الفلسطينية، فإن مصر حريصة أيضاً من جانبها على عدم تهريب الأسلحة والمخدرات من إسرائيل إليها».
في المقابل، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس تعزيز مصر لقواتها عند محور فيلادلفي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيرتس قوله، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أمس، إنه «لا زيادة في عدد جنود حرس الحدود المنتشرين عند الحدود في المنطقة»، مشيراً إلى أن عدد الجنود هناك «ليس أكثر من 750».
ويذكر أن معاهدة كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر تقضي بإبقاء شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة السلاح.
وتشككت مصادر سياسية إسرائيلية في اعتزام مصر بالفعل إرسال تعزيزات إلى الجانب المصري من محور فيلادلفي. وقالت المصادر، لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن «المعلومات المتوافرة لدى إسرائيل تشير إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على حجم القوات المصرية المرابطة بمحاذاة الحدود مع قطاع غزة».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن وزير الصناعة والتجارة إيلي يشاي مطالبته خلال جلسة الحكومة بإعادة السيطرة على محور فيلادلفي. ونسبت الإذاعة إلى يشاي، وهو رئيس حزب «شاس»، قوله إن الاوضاع الأمنية على المحور «تزداد سوءاً يوماً بعد يوم»، داعياً الحكومة إلى اتخاذ قرار بإعادة السيطرة عليه «لكي لا نندم مع مرور الوقت عن تقاعسنا في هذا المضمار».
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن «الجمود المتواصل بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قد يؤدي إلى اندلاع العنف». لكنه أضاف، رداً على سؤال عن تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أن إسرائيل «ستعمل في كل مكان يتطلب عملاً عسكرياً، لكننا سندرس كل خطوة هجومية واسعة النطاق في القطاع».
وقال بيرتس إن هناك تصعيداً في المواجهة بين حركتي حماس وفتح وإن «كلا الجانبين يتأهبان لتصعيد المواجهة بعد انتهاء شهر رمضان، وهذا قد يؤدي إلى توجيه الغضب الفلسطيني الداخلي نحو إسرائيل».
وقال بيرتس إن هناك تحذيرات تصل إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية عن نية مسلحين فلسطينيين تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، لكن عدد هذه التحذيرات انخفض «بسبب نشاط قواتنا» في الأراضي الفلسطينية. وتابع: «علينا الامتناع عن التدخل في الخلافات الفلسطينية الداخلية، لكنني، في ضوء جهود حماس لتوسيع نشاطها العسكري ليشمل الضفة الغربية، أصدرت تعليمات بالاستعداد بما يتلاءم مع ذلك». وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أخيراً «مئة ناشط فلسطيني في الضفة الغربية، بينهم 4 كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات انتحارية».
(رويترز، أ ب، د ب ا، الأخبار)