القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أكدت مصر رسمياً أمس زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل للقاهرة، من دون أن تحدد موعداً رسمياً لها، وسط بوادر اتفاق على صيغة تبادل أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير سليمان عواد، أن مشعل سيزور مصر لإجراء محادثات حول تبادل الأسرى مع إسرائيلوأوضح عواد، في مؤتمر صحافي أمس، أن مصر ستكثّف محاولتها، خلال زيارة مشعل، للتوصل إلى اتفاق على حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين حركتي فتح وحماس. وأشار إلى أن الدعوة موجهة إلى مشعل للحضور إلى القاهرة. وأضاف عواد أن مصر تواصل اتصالاتها بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية وقضية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الاتصالات تتجاوز مسألة تبادل الأسرى إلى الوضع العام على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وأعلن عواد ترحيب بلاده باستضافة جولات أخرى من الحوار الفلسطيني ــ الفلسطيني، وخصوصاً أن مصر سبق أن استضافت في آذار من العام الماضي ثلاث جولات من هذا الحوار أدت إلى التهدئة والتوافق الفلسطيني.
وحذّر عواد من أن الاقتتال الفلسطيني خطّ أحمر لا ينبغي أن يتجاوزه أي فصيل فلسطيني. وأجرى مدير الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان محادثات مع مشعل في دمشق أوائل الشهر الجاري. وقال مسؤول مصري مطلع إن سليمان عرض على مشعل صيغة معدلة لاتفاق تبادل الأسرى. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة “رويترز” “هو (مشعل) قال: سآتي بردّ عندما أحضر إلى القاهرة”.
وأعلن مسؤول بارز في “حماس” أن أعضاء رفيعي المستوى في الحركة، ليس منهم خالد مشعل، سيزورون القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث اتفاق تبادل الأسرى. وقالت مصادر في “حماس”، لـ“الأخبار”، إن زيارة الوفد للاطلاع على طبيعة اتفاق تبادل الأسرى. وأضافت أن هذه الزيارة لا علاقة لها بزيارة مشعل المرتقبة إلى القاهرة “التي لن تحصل قريباً” لتضارب في جداول المواعيد. وأوضحت أن زيارة مشعل ستتمحور حول ملفات ثلاثة هي وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تبادل الأسرى، وبحث الأزمة الداخلية وحكومة الوحدة الفلسطينية والبحث في إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني جديد. وقال المتحدث باسم “حماس” في بيروت أسامة حمدان إن اتفاقاً لمبادلة شاليط بأسرى فلسطينيين بات قريباً. وأضاف: “هناك بعض الإشارات الإيجابية من جانب الإسرائيليين، لكن لم يردنا بعد رد نهائي”.
وفي الوقت نفسه، أكّد أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن اسرائيل وافقت على شروط “حماس”. وقال، أثناء زيارة قصيرة إلى القاهرة: “أعتقد أن إسرائيل ليّنت موقفها ووافقت أخيراً على الشروط الفلسطينية لتبادل الأسرى”.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، إن مصر تنتظر حالياً ردّاً من “حماس” على اقتراح بأن تفرج اسرائيل عن 500 أسير فلسطيني عند تسليم شاليط إلى القاهرة على أن تُطلَق دفعة أخرى من الأسرى بعد عودته إلى اسرائيل.