strong>بيكيت «تأسف» لحرب العراق وصدام يطلب تأجيل جلسة النطق بالحكم
يبدو أن الجولة التكتيكية التي أطلقتها الإدراة الأميركية لإبعاد شبح الفشل في العراق عن الانتخابات الأميركية التي تجرى بعد أيام، قد اصطدمت بمبادرة «التصدي» التي انتهجها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فتلاشت محاولات واشنطن الضغط على الحكومة العراقية عبر فرض جدول زمني لإنهاء العنف، وبالتالي رفع المسؤولية عن «الجمهوريين». بل إن رد فعل المالكي الرافض لهكذا جدول، استدعى تغييراً جذرياً في الموقف الأميركي، أصبح خلاله الرئيس الأميركي جورج بوش «سعيداً جداً بالطريقة التي يعمل بها» رئيس الوزراء العراقي.
فبعد أيام من الخلاف العلني الذي أثار تساؤلات جديدة في شأن السياسة الأميركية في العراق، أعلن المالكي والسفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد «أهدافاً مشتركة» مساء الجمعة، أكد المالكي خلالها أن لدى حكومته جدولها الزمني الخاص للتطورات السياسية، ليعقب هذا الإعلان المشترك لقاء عبر الأقمار الصناعية بين بوش والمالكي، كانت خلاصته إعلان الدعم لرئيس الوزراء العراقي، وبالتالي التراجع العلني عن محاولات الإملاءات التي سعت الإدراة الأميركية الى فرضها الأسبوع الماضي.
ووعد بوش المالكي، خلال مؤتمر عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة أول من أمس، بالمزيد من المساعدات العسكرية للقوات العراقية وبالوقوف إلى جانب الحكومة العراقية، ما دامت تتخذ «قرارات صارمة» بما في ذلك اتخاذ إجراءات مشددة ضد الميليشيات.
وذكر بوش والمالكي، في بيان مشترك أعقب محادثاتهما التي دامت 50 دقيقة، «نحن ملتزمان بالشراكة التي شكّلها بلَدانا وحكومتانا». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو، بعد انتهاء المحادثات، «ليس هناك أي توتر في العلاقات». وأضاف ان «الرئيس سعيد جداً في واقع الأمر من الطريقة التي يعمل بها رئيس الوزراء (العراقي».
في هذا الوقت، أبلغت مصادر عراقية مطلعة في العاصمة الأردنية عمان «الأخبار» أن «حوارات» بدأت فعلياً أمس وتنتهي اليوم، بين «فصائل عراقية مقاومة» وشخصيات سياسية معارضة متواجدة في المنفى من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى.
وتستهدف هذه الحوارات الوصول إلى تفاهمات جدية للحؤول دون تفاقم الوضع الأمني في العراق، ولدمج «المقاومة والشخصيات» المعارضة في المشروع السياسي العراقي تحت لواء المصالحة الوطنية العراقية.
وفي السياق، نقلت مصادر عن أن أحد قياديّي «الجيش الإسلامي» أمس، أن لقاءات ستجرى خلال الأسبوعين المقبلين بين قادة في «المقاومة» وممثلين عن الجانب الأميركي، في إطار مفاوضات تتعلق بالوضع الأمني العراقي.
وقال عبد الرحمن الأنصاري إن «لقاءات ستجرى على الأغلب في عمان بمشاركة قرابة 12 فصيلاً مسلحاً». وأوضح أن أبرز ما سيتم بحثه هو «وضع جدول زمني لانسحاب القوات المحتلة، وإجراء تعديلات على العملية السياسية، وإلغاء الهيئات المشكّلة في زمن الحاكم المدني السابق بول بريمر، فضلاً عن حل الميليشيات المسلحة».
ميدانياً، قُتل 21 عراقياً وجرح العشرات في هجمات متفرقة وقعت أمس في البصرة وبعقوبة والبلد وسامراء والكوت والمقدادية، فيما عثر خلال اليومين الأخيرين على 48 جثة في مناطق عديدة أغلبها ضحايا تعذيب. كما أعلن الجيش الأميركي أول من أمس مقتل أحد جنوده في محافظة الأنبار.
في غضون ذلك، دعا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى تأجيل جلسة الخامس من الشهر المقبل المتعلقة بقضية الدجيل إذا كانت معدّة للنطق بالحكم «كي لا تتزامن مع الانتخابات التشريعية الأميركية وتؤثر على صوت الناخب الأميركي».
ورأى رئيس «جبهة الحوار الوطني» العراقية صالح المطلك أمس أن «السنّة الذين اعتنقوا أفكاراً راديكالية بسبب الأساليب الوحشية الأميركية، والمسلحين الذين فقدوا الثقة في المقاومة الرئيسية، أصبحوا ينضمون بأعداد متزايدة الى تنظيم القاعدة الذي يعتقد أن بإمكانه تحويل جزء من العراق الى إمارة إسلامية».
إلى ذلك، عبّرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن أسفها في شأن حرب العراق. وقالت بيكيت، في مقابلة مع صحيفة «صندي تايمز» الصادرة أمس، «هناك دائماً أسف عند إقرار أي عمل عسكري لأنه يحمل المشاكل معه، ولكن هناك حالات يكون فيها العمل العسكري أقل الخيارات سوءاً، وحرب العراق كانت واحدة منها».
وبحسب الصحيفة، فإن بيكيت لم تعارض تصريحات قائد الجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات بأن الوجود العسكري البريطاني يفاقم الوضع الأمني في العراق.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، ا ب ، يو بي آي)