الولايات المتحدة تطلق مناورة بحرية في مياه الخليج، وتسبقها طهران بمناورة أخرى. فالجمهورية الإسلامية تصر على مجاراة الخطوات الأميركية بخطوات مقابلة ومماثلة: العين بالعين حتى بالاستحقاق الخطير أو التفاوض. وفي الوقت نفسه، تزاوج إيران تحديها بالدبلوماسية التي تبقيها على «وئام» مع دول الخليجعشية بدء المناورات البحرية التي تقودها الولايات المتحدة في مياه الخليج وتشارك فيها دول أوروبية وعربية وإسلامية تحت عنوان «مكافحة الإرهاب النووي»، أطلقت طهران أمس المرحلة الأولى من مناورات «أنصار الولاية» بمشاركة عشرة آلاف عنصر من قوات التعبئة في منطقة «الشهيد بهشتي» شمال طهران، لتزاوجها بدعوة جديدة أطلقتها، في وقت واحد، جهات إيرانية عديدة إلى دول الخليج للحفاظ على أمن المنطقة بنفسها وتوقيع اتفاقية أمنية مشتركة مع إيرانوتتزامن مناورات «أنصار الولاية»، التي تستمر لمدة عشرة أيام، مع مناورات بحرية تقودها الولايات المتحدة في مياه الخليج اليوم، وتشمل إيقاف سفن تحمل مواد نووية.
وتجري هذه المناورات في المياه الدولية للخليج قبالة السواحل الإيرانية، بمشاركة 26 دولة غربية إلى جانب البحرين، الدولة العربية الوحيدة المضيفة والمشاركة فيها. أما باقي الدول الخليجية فتشارك بصفة «مراقب».
وأعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال كوشاكي أمس أن السفن الحربية الأميركية التي تجوب مياه الخليج تخضع لمراقبة إيران. وأشار كوشاكي إلى أن «السفن الحربية الأميركية تجوب مياه الخليج الفارسي وبحر عمان بانتظام وهي كلها تحت رقابتنا». وأضاف أن «وجود سفينتين حربيتين أميركيتين يدل على الطابع العدائي للولايات المتحدة وهيمنتها». وتابع: «إذا أرادوا تهديد الجمهورية الإسلامية، فإن في وسعنا السيطرة عليهم. البحرية الإيرانية لا تخشى مثل هذا التهديد وتراقب العدو بشكل تام».
وقال قائد البحرية إن «موقفنا المبدئي هو أن دول المنطقة يمكنها أن تضمن الأمن في المنطقة أفضل من كل الدول الأخرى»، علماً بأن عدد الجنود الأميركيين في الخليج ارتفع من 12 ألفاً إلى 23 ألفاً خلال الأسابيع الأخيرة.
في غضون ذلك، وجهت طهران دعوة جديدة أمس إلى دول الخليج لتشكيل رابطة للحفاظ على الأمن الإقليمي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، محمد علي الحسيني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس، إن إيران «دعت دول مجلس التعاون الخليجي في أكثر من مناسبة إلى تشكيل رابطة مع إيران والعراق وتوقيع اتفاقية أمن جماعية»، مضيفاً أن «موقفنا الأساسي هو أن دول هذه المنطقة أفضل من يحافظ على أمن هذه المنطقة».
وتعليقاً على المناورات البحرية الغربية، أكد حسيني أن «هذه المناورات لا تشكل تهديداً لإيران، لكن لا ننظر إليها بعين الرضا».
وقال المتحدث باسم الخارجية، من جهة أخرى: «ستواصل إيران أنشطة البحث والتطوير في إطار اتفاقية حظر الانتشار النووي». وأضاف ان مفتشين من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» زاروا إيران الأسبوع الماضي وأبلغوا المدير العام للوكالة محمد البرادعي بإحراز طهران تقدماً في الشبكة الثانية من أجهزة الطرد المركزي، وتابع: «بدء تشغيل الشبكة الثانية ليس حدثاً خاصاً. إنه استمرار لأنشطتنا المشروعة السابقة تحت رقابة الوكالة».
إلى ذلك، رأى وزير الدفاع الإيراني اللواء مصطفى محمد نجار، في رسالة منه إلى دول الخليج، أن «السبيل الوحيد لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو جلاء القوات الأجنبية عنها والتعاون والتضامن في ما بينها»، موضحاً أن المنطقة ودولها تحملت الكثير من الخسائر والأضرار على غير صعيد بسبب وجود القوات الأجنبية وخاصة الأميركية».
(الأخبار، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي، أ ب)