القاهرة ــ الأخبار
كشفت مواقع الإنترنت عن تظاهرات «جوع جنسي» اجتاحت شوارع القاهرة خلال أيام العيد، في مشاهد فوضى تشبه ثورات الرعاع الشهيرة.
ورغم فظاعة الأحداث، إلا أن أجهزة الأمن اكتفت بتعليق بارد مساء أول من أمس، إذ قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية إن «الشرطة لم تتلق أي بلاغات على ما حدث في شوارع وسط المدينة ليلة عيد الفطر».
ورغم أن شهود الواقعة يتجاوزون الآلاف، إلا أن شباب المنتديات على الإنترنت، هم الذين حولوا الأمر إلى ظاهرة مثيرة للتساؤل، عندما نشروا شهاداتهم مع صور التقطوها. ويروي مالك، في موقعه الشخصي على الإنترنت، مشاهداته ليلة العيد، ويقول: «كنا نجلس على المقهى في وسط المدينة، وأتى أحد الزملاء ليخبرنا بأن أمام سينما مترو في شارع طلعت حرب تحدث حالات انتهاك جنسي. توجهنا في الحال إلى المكان ووجدنا أعداداً غفيرة من الشباب يصفرون ويركضون باتجاه شارع عدلي، فتحركنا معهم لنرى ماذا يحدث، ففوجئنا بفتاة في أوائل العشرين من عمرها على الأرض وقد التف حولها عدد كبير من الشباب يقومون بتحسس أجزاء جسدها ونزع ثيابها عنها».
ويواصل مالك: «لم استوعب ما يحدث، قامت الفتاة مسرعة وحاولت الركض في أي اتجاه إلى أن رأت مطعماً سورياً ودلفت إلى الداخل، وأحاط الشباب بالمطعم ولم ينصرفوا الا بعدما صاح آخر: في واحدة تانية قدام ميامي. وركض الجميع تجاه شارع طلعت حرب مرة اخرى، ووجدنا هناك فتاة محاصرة تماماً بمئات الشباب يحاولون ان يتحسسوا جسدها وينزعوا عنها ملابسها، إلا أن سائق سيارة أجرة انقذ الفتاة».
ويتابع: «لم ينفضَّ الجمع، الا بعد ظهور فتاتين ترتديان زياً خليجياً، فأحاط بهما الشبان، وقام عدد كبير منهم باحتضان الفتاتين وخلع حجابيهما وحاولوا نزع ملابسهما، وكان هناك اطفال في الحادية عشرة والعاشرة من العمر يقومون بالدخول من تحت العباءتين، ومرة أخرى تدخّل بعض اصحاب المحلات وقاموا برش المياه على الشبان وجذب الفتاتين الى داخل المحلات».
والحكايات لم تنته لأنها شملت أيضاً نجمات سينما، ويروي مالك: «بعدها ظهرت الممثلة علا غانم، فحاول الشبان أيضاً أن يصلوا إليها، لكنها كانت محاصرة ببعض الحراس الشخصيين، الذين حاولوا التصدي، لكنهم لم يستطيعوا صد كل الأيدي الجائعة التي امتدت إلى جسدها».
ورأى مركز الجنوب لحقوق الإنسان في بيان أن «تظاهرات الجوع الجنسي هي دليل على مشكلات ضخمة يعانيها المجتمع المصري، بسبب الفقر والبطالة وتأخر سن الزواج وسيادة ثقافة العنف واللامبالاة».