أثار مقتل أكثر من ثمانين شخصاً أمس في قصف جوي استهدف مدرسة دينية في منطقة باجور القبلية شمالي غرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ردود فعل تمثلت بتظاهرات واستقالة وزير ومواقف شاجبة، وسط غموض أحاط بطبيعة الهدف الذي وصفته السلطات بمركز تدريب عسكري، فيما تبين أن من بين القتلى أطفالاً، حسبما ذكر أحد المسؤولين الإسلاميين. وأعلن مسؤول أمني باكستاني رفيع المستوى أن من بين ضحايا القصف، الذي وقع بالقرب من خار، كبرى بلدات منطقة باجور، مدير المدرسة الملا لياقة الله وهو موال لحركة طالبان وتلاحقه السلطات الباكستانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء شوكت سلطان، في حديث لقناة “الجزيرة”، إن القصف استهدف معسكراً للتدريب تابعاً للقاعدة، مشيراً إلى أن حوالى أربعين مشتبهاً فيهم قتلوا خلال القصف، ونافياً في الوقت نفسه مشاركة الجيش الأميركي في العملية، كما ذكرت وسائل إعلامية محلية. واضاف أن الهجوم وقع بعدما تأكدت أجهزة الاستخبارات من أن الهدف يُستخدم من أجل تنفيذ أنشطة إرهابية ومعسكر تدريب.
وفي بيشاور، قدم عضو التحالف الإسلامي الحاكم ونائب رئيس الولاية الحدودية الشمالية الغربية (التي تتبع لها باجور)، الوزير سراج الحق، استقالته من منصبه، قائلاً إن “هذا الهجوم شنته الولايات المتحدة وحلفاؤها وبينهم باكستان”.
كما اتهم رئيس الجماعة الإسلامية، قاضي حسين أحمد، الحكومة بقتل مواطنين أبرياء تملقاً للولايات المتحدة، حليفها الرئيسي في حربها على الإرهاب. ودعا قاضي حسين أحمد إلى تنظيم احتجاجات في جميع أنحاء البلاد اعتراضاً على العملية العسكرية.
ووصف المتحدث باسم الجماعة الإسلامية الباكستانية عبد الغفار عزيز الغارة بـ“الجريمة الشنعاء”، قائلاً إن طلاب المدرسة تتراوح أعمارهم بين عشرة إلى 17 عاماً وكانوا يتعلمون القرآن.
وفي كراتشي، تظاهر مئات الإسلاميين للتنديد بالولايات المتحدة والجيش الباكستاني وأحرق مئتان من أنصار الجماعة الإسلامية، أكبر الأحزاب الإسلامية الباكستانية، العلم الأميركي أمام نادي الصحافة في المدينة.
إلى ذلك، نقل مراسل”الجزيرة” عن مصادر قبلية أن انفجاراً كبيراً آخر وقع في مدرسة دينية في قرية باشات القريبة من قرية مأمون في المنطقة نفسها.
(رويترز، أ ف ب، دب أ)