وضع الاتحاد الأوروبي أمس فلسطين رسمياً على خط الحراك السياسي الدولي، في وقت كانت الأراضي الفلسطينية خارج سياق القضية بأسرها، مع تصاعد المواجهة “المطلبية” بين حركتي “حماس” و“فتح”، واقتراب موعد الإضراب المفتوح الذي قرّره العاملون في القطاع الحكومي اليوم.
واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في قلعة تعود إلى القرن السابع عشر في فنلندا، سعياً وراء إيجاد سبل لاستثمار تواجدهم العسكري المتزايد في شكل قوات حفظ سلام في جنوب لبنان من أجل بدء محادثات إقليمية.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير “يتعيّن أن نجد طريقاً للعودة إلى حلول للصراع الرئيسي بين إسرائيل وفلسطينأما وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخيل موراتينوس فأبلغ المجتمعين أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رعاية مؤتمر دولي حول المنطقة بشكل أوسع لوضع “اتفاق كبير حول شرق أوسط جديد”. وأضاف “آن الأوان لأن توقظ أوروبا القيادة الأميركية”.
وقال وزير الشؤون الخارجية الهولندي برنارد بوت “يتعيّن علينا أن نقوم بمبادرة... هذه هي اللحظة... والوقت ملائم للاتحاد الأوروبي للتصرف بشكل حاسم، لمفاتحة الولايات المتحدة”.
ودعا وزير الخارجية الفنلندي أركي توميويا الاتحاد الأوروبي إلى فتح حوار مع حركة “حماس” وإحداث نقلة نوعية في سياسته والاستعداد للدخول في نقاشات مع جميع الأطراف المعنية إن كان يرغب فعلاً في إحياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، من المقرر أن تشهد الأراضي الفلسطينية أزمة إضرابات واحتجاجات عشية بدء السنة الدراسية الجديدة اليوم السبت، بعدما أعلن موظفو القطاع العام تعليق العمل في المدارس في أول أيام العام الدراسي، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم.
ورغم دعوات رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، لنقابات المعلمين الفلسطينيين إلى عدم تعطيل الدراسة، إلا أن نقابة العاملين الحكوميين في مختلف المدن الفلسطينية، أكدت في بيان جديد أن الإضراب سيبدأ في جميع مؤسسات ووزارات السلطة الفلسطينية ابتداءً من اليوم، واضعة احتمال المواجهة في مقدمة الخيارات المتوقعة.
وخرج هنية أمس إلى شوارع غزة، حاملاً مكنسة ليعلن انطلاق حملة لتنظيف شوارع غزة، بعد أيام من تكدّس القمامة في الشوارع الرئيسية، عقب إضراب عمال البلديات والنظافة عن العمل، بسبب عدم تلقّيهم الأجور.
وفي تحرك مضاد، خرج الآلاف من أنصار ومؤيدي حركة “حماس” في تظاهرة حاشدة في مدينة غزة، تضامناً مع الحكومة الفلسطينية ورفضاً للدعوة إلى إضراب الموظفين والمعلمين.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)