السيستاني يدعو السنّة إلى عدم الانجرار خلف «القاعدة»في إشارة إلى تفتت العراق الى دويلات لا تنتظر سوى الاعتراف بها، ارتفع علم كردستان أمس في كل المحافظات الكردية شمال البلاد بدلاً من العلم الوطني العراقي بقرار «رئاسي» من زعيم الإقليم مسعود بارازاني، في وقت أطلق فيه المرجع آية الله علي السيستاني نداء مباشراً الى السنة بعدم الانجرار خلف تنظيم القاعدة الذي دعا أول من أمس السنة الى قتال الشيعة.
وقال بيان لرئاسة اقليم كردستان العراق أمس، إن «الرئاسة قررت بحسب القرار 60 رفع علم كردستان العراق رسمياً على جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في الاقليم»، مضيفاً: «بحسب هذا القرار، فإنه على المناطق الاخرى في كردستان العراق، التي كانت ترفع علم البعث (في اشارة الى علم العراق الحالي) إنزاله، ورفع علم كردستان بدلاً منه».
وطالب ممثل السيستاني في مدينة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة أمس، السنة بالانتباه إلى المخططات التي تريد «إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي».
ودعا الكربلائي الى الانتباه لـ «الأساليب الخبيثة» لمجلس شورى المجاهدين، لافتاً الى احتمال «قيامهم بخطف بعض الشخصيات السنية، واتهام اطراف شيعية بذلك لإثارة الفتنة الطائفية».
وأشار الكربلائي الى أن «الخروج من المأزق الذي يمرّ به العراق يتطلب قراراً من كل الفرقاء برعاية حرمة الدم العراقي أياً كان، ووقف العنف المتقابل بكل أشكاله، لتغيب بذلك مشاهد السيارات المفخخة والإعدامات العشوائية في الشوارع وحملات التهجير القسريوفي النجف، رأى القيادي في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، صدر الدين القبانجي، أن الحكومة العراقية الحالية تعاني «مشكلة تعدد الخطاب والموقف السياسي».
وقال القبانجي إن «هناك ثلاث بؤر للاختلاف تقف وراء هذا التعدد في الخطاب السياسي»، موضحاً أن هذه البؤر هي «حزب البعث والمقاومة المسلحة، التي تعتمد الإرهاب واللصوصية والتهجير على الهوية، والبؤرة الثالثة هي الفدرالية».
وأضاف القبانجي «ليس من حق أهل الأنبار وصلاح الدين التدخل برفض الفدرالية». وتابع: «أما القبول بفدرالية كردستان، ورفضها في الجنوب فهو أمر غير مقبول، فإما أن تقبل الفدرالية في جميع انحاء العراق أو ترفض».
في هذه الأثناء، حذّر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أن الوضع في العراق قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، بعدما رصد «زيادة ملحوظة في أعمال العنف» في مختلف المناطق العراقية. وأشار تقرير البنتاغون الى أن عدد قتلى القوات الأميركية في العراق منذ بدء الغزو في 20 آذار من العام 2003، بلغ 2635 جندياً.
ميدانياً، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل اثنين من جنوده، متأثرين بجروح اصيبا بها، في اشتباكات في الأنبار.
كما قُتل 9 عراقيين، بينهم طفل، وأصيب عدد مماثل بجروح في هجمات متفرقة في الدجيل وكربلاء والمحمودية والعاصمة وكركوك، حيث أنهى الاحتلال الأميركي أمس تسليم المهمات الأمنية في منطقة «تميم» إلى كتيبتين في الجيش العراقي.
وأعلنت دائرة صحة كربلاء تسلم مئة جثة مجهولة الهوية من دائرة صحة بغداد، تمهيداً لدفنها في مقابر المدينة المقدسة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أب، براثا، وكالة أنباء العراق)