القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
«إلى القدس»... صاح ماكس ميشيل المعروف باسم الانبا ماكسيموس الاول او البابا المنشق عن الكنيسة الارثوذكسية الرسمية التي يترأسها البابا شنودة الثالث.
أعلن ماكس انه سيتقدم للسلطات المصرية والسفارة الاسرائيلية بطلب تنظيم رحلات حج للمسيحيين الارثوذكس الى القدس المحتلة، خلال اعياد القيامة المجيدة وموسم الحج، وهي رحلات ظلت ممنوعة من البابا شنودة الذي قال اكثر من مرة: «لن ندخل القدس الا ويدي فى يد شيخ الازهر».
واستمر حظر السفر الى القدس على الأقباط الارثوكس منذ توقيع معاهدة «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل في عام 1979. وعندما خرجت مجموعات من المسيحيين على القرار، عاقبهم البابا شنودة بـ«الحرمان الكنسي».
ويبرّر «البابا المنشقّ» اختراق الحظر قائلاً «إنها طريقة لمساندة الفلسطينيين اقتصادياً» ومحاولة لــ«كسر عزلتهم»، وللتأكيد أن «القدس عربية وليست لليهود فقط». وقال، على لسان مساعده الاب متى: «لماذا نترك القدس وحيدة فى يد الصهاينة؟ إنها حقنا، والحج اليها سيكسر احتكارهم لها».
ويقدِّم ماكس نفسه على انه محطم التابوهات المقدسة عند البابا شنودة. وبعد اعلانه الموافقة على الطلاق، يجهز للحج الى القدس. واختار ليلة عودة البابا شنودة من رحلة الى الولايات المتحدة، دامت ثلاثة اسابيع، لتكون موعد تفجير المفآجاة، الأمر الذي أحدث نوعاً من الجدل. فقرار حظر الذهاب الى القدس المحتلة كان من المواقف التى صنعت للبابا شنودة شعبية وقدمته على انه ضد التطبيع مع اسرائيل. كما أن هناك شائعات بأن البابا اتفق مع المسؤولين، الذين التقاهم في الولايات المتحدة، على التساهل في شأن الحج الى القدس، في مقابل تخفيف الدعم للانبا مكسيموس.
البابا شنودة نفى تماماً، إثر عودته، اتصاله بمسؤولين اميركيين، معلناً، عبر متحدثه الرسمي، أن موقفه من القدس واضح ولا يزال مستمراً، وأن ماكس «يثبت بعد خروجه عن الكنيسة، أنه خارج أيضاً عن هموم الوطن».
ستفتح معركة القدس أبواباً جديدة في النزاع الدائر، خاصة أن عدداً من المسيحيين ينتظرون الحج الى المدينة المقدسة. ورغم أن كلام ماكس هو مجرد «صيحات»، ولم يحدد لا برنامج الرحلات ولا عدد الحجاج، الا أن الامر يمكن أن يهزّ الكنيسة الرسمية في مكان لم تتوقعه.