القاهرة ــ «الأخبار»
مع استمرار استنفار قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء تحسباً لوقوع هجمات، تسربت معلومات، في القاهرة أمس، عن تحديد مكان واحد أو اثنين من مجموعة الخمسة التي تظن أجهزة الأمن المصرية أنها دخلت إلى سيناء تحضيراً لعملية كبيرة فى منتجعات شرم الشيخ السياحية.
وفيما لم يعلن عن خبر تحديد هذا المكان، تضاربت المعلومات الأمنية عن كيفية تسلل الخمسة إلى سيناء. الرواية الأولى تقول إنهم قدموا من فلسطين عبر الحدود الشرقية، بينما تقول الرواية الثانية إنهم ضمن فوج سياحي أتى من القاهرة عبر نفق الشهيد أحمد حمدي، الذي يمر من تحت مياه قناة السويس، وإنهم غادروا بعد ذلك إلى أحد جبال سيناء انتظاراً لدعم لوجستي من مجموعات تنظيم «القاعدة» الموجودة في سيناء.
ولم تكشف السلطات الأمنية عن هوية الملاحقين الخمسة، وعمّا إذا كانوا فلسطينيين أو مصريين، لكنها قامت بعملية اعتقال كبيرة لمشتبه فيهم في سيناء، وبعملية مسح أمني لمنطقة الجبال، بمساعدة بدو من سيناء، كانوا قد وقّعوا اتفاقاً خطياً مع أجهزة الأمن بعد عملية طابا.
الاتفاق لم يمنع تفجيرات شرم الشيخ، لكن أجهزة الأمن تأمل منع الدعم اللوجستي من قبل قبائل البدو التي تريد الانتقام من الشرطة المصرية بعد المعاملة المهينة التى أعقبت التفجيرات الأخيرة.
ويبدو أن تنظيم «القاعدة» تحوَّل إلى شبح يخرج للأمن المصري من كل مكان. فبعد أن تحولت سيناء إلى منطقة عسكرية محاصرة بحثاً عن الخمسة، أعلن عن القبض على تنظيم فى الإسكندرية يهدف إلى تفجير الكنائس. الأجهزة الأمنية قالت إنه ينتمي إلى «القاعدة»، مشيرة إلى أنها اعتقلت 70 مصرياً خلال حملة سرية نفذت طوال الشهر الماضي.
ورُحِّل هؤلاء من الإسكندرية إلى مقر وزارة الداخلية الأسبوع قبل الماضي إلى جهاز مباحث أمن الدولة، من أجل الحصول على معلومات إضافية عمّا تحسبه وزارة الداخلية أول خلية تنظيمية لـ«القاعدة» في مصر.
وتراوحت أعمار المعتقلين بين 17 و35، وكانوا يخططون، حسب تسريبات الأمن المصري، للسفر للالتحاق بالمقاومة في العراق. ورغم أنهم لم يقدموا للمثول أمام النيابة حتى الآن، إلا أنه من المنتظر أن توجَّه إليهم تهمة تشكيل تنظيم سري، ومحاولة الالتحاق بقوات دولة أجنبـــــــــيـــــة.
ويؤكـــد محـــاميهـــــم ممـــــدوح إسماعيل، وهو عضو قديم في الجماعة الإسلامية أنه «لا علاقة لهم بالقاعدة»، لكنه لم يوضح، كما الأمن المصري، إذا كانوا أعضاء جدداً في «الجماعة الإسلامية».
الشيء الوحيد المؤكد أن التبعية لـ«القاعدة» هي أحدث تهمة للجماعات الأصولية في مصر.