strong>شبح الإرهاب يعود إلى الأردن بعد أقل من عام على التفجيرات التي استهدفت الفنادق في عمان، وبالتزامن مع مصادقة البرلمان على قانون مكافحة الإرهاب عمّان ــ “الأخبار”

قتل سائح بريطاني وأصيب ستة أشخاص آخرين، بينهم رقيب في الأمن الأردني أمس، عندما أطلق مسلح من مدينة الزرقاء النار عليهم في ساحة المدرج الروماني وسط عمان.
وقال شاهد عيان لـ “الأخبار” إنه “عند أذان الظهر قفز رجل مسلح يبلغ من العمر نحو 30 – 32 عاماً، غير ملتحٍ ويرتدي بنطالاً وقميصاً، وبدأ يطلق النار باتجاه المجموعة السياحية، وهو يردد عبارات: الله أكبر... الله أكبر”.
وقال وزير الداخلية الأردني عيد الفايز، للصحافيين في موقع الهجوم، إن بين المصابين ثلاثة بريطانيين وهولندي ونيوزيلندية وأوسترالي وعسكري أردني. وأشار إلى أن “قوات الأمن ألقت القبض على المسلح وهو أردني”.
ووصف الفايز العملية بأنها “جبانة وإرهابية”، مشيراً إلى أن “المسلح استخدم مسدساً وأطلق خمس عشرة طلقة، وقد ألقي عليه القبض بعدما نفدت الذخيرة منه”.
وأوضح وزير الداخلية أن «منفذ العملية الإرهابية على السياح الأجانب في عمان يدعى نبيل أحمد عيسى جاعورة (30 عاماً) وهو من سكان مدينة الزرقاء (غرب عمان) مسقط رأس الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي”. وأضاف أن “التحقيق لا يزال جارياً مع هذا المجرم السفاح الموجود الآن في أيدي لجان التحقيق حيث لم تظهر حتى الآن نتائج التحقيق”.
وحول الإجراءات الأمنية المتخذة في المدرج الروماني حيث وقع الهجوم، قال الفايز إن “الإجراءات الأمنية كانت موجودة”. وتساءل: “لكن كيف يمكن لكل أجهزة الأمن العام والمخابرات والجيش أن تمنع شخصاً جباناً يضع مسدساً في جيبه؟” من القيام بهجوم من نوع كهذا.
ونفى المتحدث باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة تقارير أفادت في وقت سابق بأن الهجوم نفذه مسلحان أحدهما عراقي. وقال إن «المسلح أردني واعتقل ويجري الآن استجوابه».
وقام رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت بزيارة السياح الجرحى في أحد المستشفيات الحكومية في عمان، واصفاً الهجوم بأنه «عمل جبان». وأشار إلى أن الأردن مستهدف لكونه يحارب الإرهاب.
ودعا رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي إلى “الضرب بيد من حديد” على كل من يقف وراء الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» عن المجالي تأكيده “رفض وإدانة مجلس النواب القاطعة لهذه الجريمة البشعة وهذا الســــلوك المدان”.
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل بريطاني وإصابة آخرين. وقال متحدث باسم الوزارة إن مسؤولين في القنصلية البريطانية زاروا الجريحين.
وأصدرت السفارة الفرنسية لدى المملكة بياناً يدعو الرعايا المقيمين في الأردن إلى “توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم كما ينصحهم بتجنب وسط عمان نظراً لاضطراب المرور”.
وقال حزب “جبهة العمل الإسلامي” (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، في بيان، إنه “يرفض منهجية استهداف السياح الأجانب على الأرض الاردنية، واستخدام العنف ضد المدنيين العزل”. وأوضح المتحدث باسم الحزب إرحيل غرايبة: “رغم عدم توافر معلومات كافية عن الجهة التي كانت وراء الحادث أو دوافعه وأغراضه، إلا أننا ندين في السياق العام أي عمل مسلح ضد المدنيين أو السياح الأجانب الذين يدخلون الأراضي الأردنية بطريقة مشروعة”.


قال مصدر أمني أردني مطلع إن التحقيقات الأولية أظهرت أن منفذ الهجوم لا ينتمي إلى أي تنظيم، مشيراً إلى أنه كان معتقلاً في إسرائيل وأطلق قبل عام. إلا أن رئيس لجنة الأسرى الأردنيين المحررين من السجون الإسرائيلية وائل الأمير قال إن المهاجم سجين جنائي ولا يمت بأي صلة للأسرى المحررين، وكان معتقلاً لنحو عام بتهمة مخالفة شروط الإقامة في إسرائيل.