مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ستعين باريس سفيرها لدى إسرائيل جيرار أرو، مديراً للشؤون السياسية في وزارة الخارجية، فيما يتوقع أن تشهد فرنسا، مع هذا التعيين، تصاعداً لقوة اللوبي الإسرائيلي في البلاد، وبداية لتقارب جديد مع تل أبيب. وفي العام الماضي لاحظ مبعوث ديبلوماسي معروف جيرار أرو، ونصح رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان بتعيينه، الذي قام بدوره بتسميته، قائلاً لحكومته إنه «إذا أردنا فعلاً أن نتصالح مجدداً مع الاسرائيليين، علينا ان نتوقف عن التكلم معهم عن الفلسطينيين».
لاحظ هذا المبعوث بداية انعطاف الديبلوماسية الفرنسية نحو إسرائيل، وقد ظهر هذا الانعطاف جلياً مع القرار الفرنسي ــ الأميركي الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن في شأن الحرب الأخيرة على لبنان.
وأدى أرو دوراً فعالاً في التحضير لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى فرنسا في حزيران الماضي، قبل ستة أسابيع من الحرب التدميرية على لبنان. كما كان ناشطا جداً في زيارات وزير الداخلية نيكولاي ساركوزي و«رَجُله» كريستيان أستروزي إلى إسرائيل. وبالتالي، سيأخذ أرو دوره الجديد، متصفاً بـ«سمعة مميزة» كحليف مقرب جداً من تل أبيب.
وكانت مهمة أرو قد بدأت بشكل سلبي، في خريف العام 2003، عندما عيِّن سفيراً لفرنسا لدى إسرائيل، حيث كان في المنصب عينه في العام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. ويعتقد أحد الصحافيين أنه سمع أرو يعلن في حفل أن رئيس الوزراء السابق أرييل شارون كان «وغداً» وإسرائيل كانت «البارانويا». الكاذبون الأقوياء والمخلصون لـه صدّقوا، بعد هذه الحادثة، كلام الإسرائيليين، الذين قلبوا الصفحة وباشروا العمل ليجعلوه واحداً منهم.
وفضلاً عن شغل أرو منصب سفير بلاده لدى تل أبيب، هناك أمور عديدة يمكن ذكرها عنه:
1 ــ هو الرجل الذي جدّد الروابط بين إسرائيل ورؤساء بلديات أكبر ثلاث مدن فرنسية: باريس ومارسيليا وليون.
2 ــ هو الرجل الذي دعم الموقف الإسرائيلي في قضية «جدار الفصل» أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، باسم «التضامن مع ضحايا» هذه المحكمة (كانت هذه المحكمة قد حاكمت فرنسا قبلاً في ما يخص تجاربها النووية في المحيط الهادئ).
3 ــ هو الرجل الذي شارك في إتمام عقد بناء خط ترامواي في القدس المحتلة من قبل «ألستون» و«كونكس».
4 ــ هو الرجل الذي شارك في تطوير العلاقات العلمية والتكنولوجية على أعلى مستوى بين فرنسا وإسرائيل، وهو الأمر الذي يشير إلى تعاون عسكري ــ صناعي بين الدولتين.
5 ــ هو الرجل الذي سمح للإسرائيليين بالترويح عن أنفسهم (وهم مضغوطون كثيراً هذه الأيام) بتعريفهم بالحفل الموسيقي والليالي البيضاء في باريس.
وقد كتب جيرار أرو في مجلة «Dialogues» التابعة لسفارة فرنسا لدى إسرائيل، في عددها الصادر في تموز الماضي، «لا أستطيع أن ألخِّص هذه الكلمات من دون أن أفكر بجلعاد شاليط، المخطوف في 25 حزيران 2006 في إسرائيل. لقد قمت بزيارة أهله في (متزيب هيلا) كي أؤكد لهم دعمنا في هذه الأوقات العصبية. لقد صدمني إباؤهم في وجه هذه التجربة. استنكرت فرنسا هذا العمل ونحن نتمنى أن يعود جلعاد من دون تأخير إلى أحضان أحبائه».