دخل العراق مرحلة جديدة من «السجال» السياسي مع انتهاء كتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية من صياغة بنود مشروع قانون الفيدرالية في البلاد، حيث تنص المقترحات على تجميع المحافظات في أقاليم اتحادية، ما من شأنه إثارة غضب السنة الذين يرون في هذا المشروع انتقاصاً من حقوقهم النفطية والمالية والسياسية.وقال مقرب من الائتلاف إن الكتلة، التي يترأسها زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، «أعدّت مقترحات تتفق الى حد بعيد مع صياغة أُلغيت من مشروع الدستور العام الماضي» لاعتراض السنة عليها.
وأعلن النائب عن الائتلاف الموحد، حميد معلا الساعدي، أن «مسودة قانون تأليف الأقاليم قُدمت الى الهيئة الرئاسية لمجلس النواب لعرضها على المجلس في أسرع وقت خشية انتهاء المدة المقررة التي حددها الدستور لإنشاء الأقاليم» في 16 أيلول الجاري.
بدوره، قال رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، "لتكن بداية الفصل التشريعي الثاني هادئة وبناءة ومثمرة، يكون فيها الخطاب بلون وطعم واحد. نحن في وقت مصالحة ولم يبق إلّا ثلاثة أو أربعة أشهر. إذا لم ينجُ البلد فستغرق السفينة".
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي علي الدباغ إن وزارة الدفاع العراقية "ستوقّع الخميس مذكرة تفاهم مع القوات متعددة الجنسيات تنتقل بموجبها القيادة العسكرية إلى الجيش العراقي"، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري نفى ذلك، معلناً أن التوقيع على المذكرة لن يجري اليوم، بل "في غضون الأيام القليلة المقبلة".
ميدانياً، قُتل 64 شخصاً وأصيب 66 بجروح في هجمات متفرقة في بغداد والموصل والمحمودية وسنجار قرب الحدود العراقية السورية. ونجا الشيخ علي مهدي السماوي، ممثل المرجع آية الله العظمى علي السيستاني في مدينة السماوة من محاولة اغتيال.
وفي طهران، رأى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، أن" العراق إذا تحول إلى بلد حر وعامر ومستقل في ظل ‌الدين الإسلامي الحنيف، فإن التوازن في المنطقة سيتغير لصالح شعوبها".
وفي موسكو، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص حول محاربة الإرهاب والجريمة الدولية أناتولي سافونوف إن العراق يتحول تدريجاً الى "شركة إرهابية تنتج أجيالاً جديدة من الإرهابيين"، مضيفاً إن "الإرهاب لا يولد في المساجد كما كان يُعتقد، لكن في السجون حيث يقضي الإرهابيون محكومياتهم".
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)