القاهرة ــ «الأخبار»
القصة بالتأكيد مثيرة. الرئيس المصري السابق أنور السادات وقّع كتاب إقالة الرئيس الحالي حسني مبارك من منصب نائب الرئيس قبل ثلاثة أيام من اغتياله.
صاحب القصة الجديدة هو الدكتور محمود جامع الذي تصفه الصحافة المصرية بأنه «صديق مقرب ومستشار مختار جداً من السادات»، كما أنه أحد الذين اعتمد قربهم من الرئيس على محبة شخصية. وحواراته مع السادات كانت تدور حتى حول تفسير الأحلام. هذا النوع من العلاقة أتاح لجامع معرفة قصص وحكايات ليست معلنة، وأثارت جدلاً واسعاً، وخاصة تلك التي تناولت علاقة السادات بـ«الإخوان المسلمين».
هذه المرة أبلغ الدكتور جامع في حوار مع أسبوعية «الدستور» المستقلة أن مبارك امتنع عن الظهور السياسي خلال الفترة التي صعد فيها وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور حسن. وبحكم منصبه، اقتطع الكثير من صلاحيات نائب الرئيس حسني مبارك. كما أنه بحكم حماسة السادات، أصبح هو الرجل القوي، بل إن الصحافة الأميركية واللبنانية نشرت صورته على أغلفتها بوصفه «حاكم مصر المقبل». ولأنه مدني وسليل عائلة شهيرة في مجال المقاولات، لم يحظ منصور حسن إلا على تأييد مجموعات متناثرة تريد التخلص من حكم العسكر، لكنها في الوقت نفسه تخاف من الرجل المدعوم من الولايات المتحدة. هنا تدخلت الأجهزة الأمنية العليا، كما يقول جامع، وأوصلت للسادات غضبها من استبعاد مبارك وصود حسن.
زار السادات مبارك في البيت وأعاده إلى رئاسة الجمهورية التي أبعد حسن عنها إلى منصب وكيل مجلس الشعب. ولكن بحسب رواية جامع، لم يشعر الرئيس بالصفاء الكامل تجاه نائبه وخطط لإطاحته وتعيين كمال حسن مديراً للمخابرات. ووقّع السادات القرار بالفعل وأجَّل إعلانه حتى ينتهي الاحتفال بذكرى حرب تشرين. وبحسب الرواية، أُخبر مبارك بالقرار، لكن بصورة غير رسمية.
المدهش أن الرواية الجديدة تأتي في سياق فتح ملفات الأيام الأخيرة للسادات، وتفاصيل عملية اغتياله المثيرة، والتساؤلات التي ترى أن الحادثة لم تُروَ بكاملها بعد.
وبعض أصحاب «نظرية المؤامرة» يرون أن رؤوساً كبيرة في الحكم كانت على علم بما سيحدث في المنصة الرسمية خلال الحفل عام 1981، أو أنها حركت المخطط، عن بعد، لتصفية الرئيس الغاضب على تلك الرؤوس.
الحكايات الجديدة عن أيام السادات الأخيرة ستعيد فتح ملفات شائكة، لكن شهوة المعرفة ستبدأ بملف اغتيال السادات ولا أحد يعرف أين ستتوقف!