رفضت روما مجدداً أمس اعتبار حزب الله «تنظيمياً إرهابياً»، لكنها شددت على أن من وظيفة القوات الدولية في لبنان، إجبار الحزب على نزع سلاحه، وتوفير الأمن لإسرائيل.وقال وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نشرت أمس، إن حزب الله «حزب سياسي ولديه أعضاء في البرلمان ويملك الكاتيوشا أيضاً»، مشيراً إلى أن «هذا الواقع فيه الكثير من التناقضات، ولكن عند قيام إسرائيل كانت هناك أحزاب سياسية مسلحة (ايتسيل وليحي)، وكان عليها أيضاً نزع سلاحهاوبينما رفض داليما اعتبار حزب الله «تنظيماً إرهابياً»، أوضح أن من وظيفة القوات الدولية، التي تشكل إيطاليا الجزء الأكبر منها (نحو 2500 جندي)، «إجبار حزب الله على نزع سلاحه من أجل أن يظل حزباً سياسياً فقط وليتمتع لبنان بديموقراطية طبيعية».
ورأى الوزير الإيطالي، في حديثه للصحيفة، أن على حزب الله أن يسلم الجنديين الإسرائيليين إلى الحكومة اللبنانية وأن «على الحكومة إطلاق سراحهما»، مشيراً إلى أن قرار الأمم المتحدة «يدعو إسرائيل لتحرير الأسرى اللبنانيين وهذا أمر في غاية الأهمية».
واستبعد داليما نشر قوات دولية على الحدود السورية ــ اللبنانية قائلاً: «هذا ليس ممكناً، وقرار الأمم المتحدة لا يذكر هذا».
وفي رد على سؤال إذا كان «يتخيل سيناريو تطلق فيه القوات الدولية النار باتجاه مسلحين من حزب الله»، قال داليما: «لست مجبراً على تخيل مثل هذا السيناريو»، مشيراً إلى أن في هذه الفترة «الكثير من احتمالات السلام».
وقال وزير الخارجية إنه «يتفهم القلق الإسرائيلي نتيجة أحداث الماضي ونتيجة أن حزب الله مدعوم من إيران»، مؤكداً على «التزام القوات الدولية توفير الأمن لإسرائيل».
وسألت الصحيفة داليما ماذا سيفعل أفراد القوات الدولية لأفراد مسلحين من حزب الله؟ هل سيجردونهم من سلاحهم؟ وماذا سيفعلون إذا شاهدوا قاعدة صاروخية؟ هل سيصادرونها؟ فأجاب داليما: «القوات الدولية مخولة إطلاق النار، ولكني لست مخولاً الإجابة عن هذا السؤال، تستطيعون أن تسألوا قائد الوحدة».
من ناحية أخرى، رحب داليما، في مؤتمر صحافي في ختام زيارة قصيرة قام بها إلى الأردن أمس، برفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان، معرباً عن الأمل في أن «يحدث شيء مماثل في غزة لأن هذا سيسمح بوصول معونات للشعب الفلسطيني في غزة والذي يعيش حالة مآساوية».
وقال الوزير الإيطالي، الذي أجرى محادثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان: «في إطار مناقشتنا للالتزام بقرارات الأمم المتحدة ناقشنا (مع المسؤولين الأردنيين) فكرة إيجاد قوة دولية للدعم والمراقبة في غزة وهو عمل تشاركنا فيه السلطات الأردنية». وأضاف: «لكن الشرط الأساسي اللازم لتحقيق هذا الأمر هو حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن تكون هناك مؤشرات إيجابية فورية، على أساس التخلي عن أي حلول أحادية الجانب، والتي أثبتت فشلها في لبنان وغزة، حتى للساسة وصناع القرار الإسرائيليين».
وأشار وزير الخارجية الإيطالي، قبيل مغادرته إلى رام الله، إلى أن بلاده تدعم جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في تشكيل حكومة وحدة وطنية، موضحاً أن الأردن وإيطاليا متفقان على «الدعم الكامل للرئيس أبو مازن ولجهوده الرامية إلى تشكيل حكومة فلسطينية جديدة قادرة على الخروج بالأراضي الفلسطينية من الأزمة الحالية والعودة إلى الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقاً للنقاط التي وضعها المجتمع الدولي».
من جهته، شدد الملك الأردني، خلال استقباله داليما، على أهمية قيام المجتمع الدولي بتحرك خلال الأشهر المقبلة لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

( الأخبار، أ ف ب، رويترز)