الصراع الداخلي الفلسطيني يبدو متجهاً إلى مزيد من التصعيد. هذا ما تشير إليه تصريحات المسؤولين، الذين باتوا يتبادلون التهم علناً، وهو ما تستغله إسرائيل للعب على وتر الانقسام الداخلي، والاستفراد بطرف دون آخر.غزة، القاهرة ــ الأخبار

مهّد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيــــل هنيـــــة أمس لـ “خطابــــــه الشامل”، الذي قال إنه سيكشف فيه “المؤامرات التي تحاك ضد حكومته”، بإعلانه، خلال خطبة الجمعة، أن حكومته باقية حتى انتهاء ولاية المجلس التشريعي، في رسالة مباشرة إلى حركة “فتح” وأنصارها المضربين عن العمل منذ أسبوع تقريباًبدا هنية أمس حاداً، وهو يتحدث بنبرة إصرار عن صمود الحكومة التي يقودها، والتي لم تنل منها المؤامرات. وقال: “تصعيد إسرائيلي وحصار اقتصادي ظالم وحراك داخلي في بعض البؤر التي تحركها الشهوات والهوى، ومع ذلك فإن هذه الحكومة باقية حتى انتهاء مدتها الدستورية وهي أربعة أعوام كاملة”. وأضاف: “إلى من ينتظرون خطاب الاستقالة نقول لهم انتظروا طويلاً وطويلاً، فهذه الحكومة لن تقدم استقالتها لأنها جاءت بإرادة الشعب الفلسطيني، وستمضي في طريقها”.
ورأى هنية أن “تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لا يعني سقوط الحكومة، على أساس أن أسس ونتائج الانتخابات التشريعية تتحكم في العمل السياسي الفلسطيني لأربع سنوات مقبلة”. وأضاف: “لن نكرر التجربة السابقة التي بدأت بالاعتراف (بإسرائيل) وانتهت بتسليم مطلوبين”، في اتهام صريح للحكومات السابقة، التي كانت ترأسها حركة “فتح”، بأنها سلمت نشطاء من فصائل المقاومة التي تسميهم قوات الاحتلال “المطلوبين”.
إلى ذلك، أبلغت مصادر مصرية مقربة من أجواء الاتصالات التي تقوم بها القاهرة لعقد صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن وفد الاستخبارات المصرية في قطاع غزة عاد على نحو مفاجئ إلى القاهرة لإطلاع المسؤولين المصريين على حصيلة اتصالاته مع المجموعة التي تحتجز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ نهاية شهر حزيران الماضي. وقالت مصادر فلسطينية إن «المباحثات والمفاوضات لإتمام صفقة التبادل توقفت بالفعل، ولم يعد هناك أي اتصال بين آسري الجندي والوسطاء الذين يحاولون التوصل لصفقة مرضية لطرفي المعادلة».
وأكدت المصادر المطلعة أن الوفد الأمني المصري في غزة غادر القطاع بعدما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود في ظل عدم تحقيق أي نتائج تذكر في موضوع صفقة التبادل.
من جهة ثانية، ألمح وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يسحب مراقبيه من مدينة رفح إذا بقي هذا المعبر بين قطاع غزة ومصر مغلقاً. وقال، في مؤتمر صحافي بعد لقاء نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني: “يجب إعادة فتح معبر رفح، وهذه المسألة تشكل مصدر قلق للاتحاد الأوروبي”.
بدورها، قالت ليفني إن الوقت حان لتبدأ إسرائيل محادثات مع الفلسطينيين، مضيفة أنه يجب عدم وضع شروط لعقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكنها أضافت أن عباس يجب ألا يتوقع شيئاً من المحادثات مثل الإفراج عن سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل إذا لم يفرج عن الجندي الأسير.
وفي رام الله، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إثر اجتماع عقده مع الرئيس الفلسطيني أمس، أن اعتقال إسرائيل نواباً ووزراء فلسطينيين «أمر غير مقبول». ودعا إسرائيل إلى وقف «بناء الجدار (في الضفة الغربية) والاستيطان والاغتيالات من دون محاكمات قضائية».
ورأى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، من جهته، في حديث نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس، أن خطة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من الضفة الغربية لم يعد لها مبرر، وقال: “هذه الخطة لم تعد موجودة. انتهت سياسياً ونفسياً وبشكل ملموس”.