استغل التيار الصدري خطب الجمعة في العراق أمس ليعلن خضوع الأكراد لرغبات واشنطن وتل أبيب في قرارهم رفع العلم الكردي بدلاً من العلم العراقي على المؤسسات الرسمية شمالي البلاد، في وقت كشفت تقارير رسمية أن شهر آب حصد 1584 قتيلاً في أعمال العنف المذهبية وحدها. ووصف إمام الجمعة في مدينة الصدر عبد الزهراء السويعدي قرار رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني عدم رفع العلم العراقي فوق المباني الرسمية بأنه «تخلٍّ عن الوطن».
وقال السويعدي، وهو من التيار الصدري، إن «إنزال العلم العراقي في الشمال بإيحاء أميركي، ورضا رئيس الجمهورية (جلال الطالباني) هو مقدمة للانفصال وطاعة لإسرائيل».
أما الشيخ زكريا التميمي فقال من جهته، في خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية، إن تصريحات زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو حمزة المهاجر الأخيرة «تمثل رأيه الشخصي». وأضاف التميمي أن المهاجر «حاله حال من سبقه، وهو لا يمثل أهل السنة». وكان المهاجر قد دعا أول من أمس إلى قتال الشيعة.
وقالت وزارة الصحة العراقية إن مشرحة الطب العدلي في بغداد تلقت خلال شهر آب الماضي 1584 جثة، «قُتل أصحابها في أعمال عنف طائفية».
وكان المتحدث باسم الاحتلال الأميركي وليام كالدويل قد أعلن أول من أمس أن «معدل الجريمة في بغداد، خلال شهر آب، انخفض بنسبة 52 في المئة مقارنة بشهر تموز»، على أن هذه النسبة لا تتضمن قتلى التفجيرات الانتحارية أو القصف بالهاون.
لم تتضح أمس ملابسات قيام الجيش الإيراني بأسر 6 جنود عراقيين عند الحدود العراقية الإيرانية، رغم مرور 24 ساعة على الحادثة.و قال ضابط عراقي إن اشتباكات وقعت أول من أمس بعد اكتشاف موقع إيراني داخل الأراضي العراقية، حيث عمد الإيرانيون إلى أسر ملازم وخمسة جنود عراقيين واحتجاز مركبة أميركية كان الجنود العراقيين على متنها. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) إن إيران اعتقلت سبعة من أفراد قوات الأمن العراقية، بينما كانوا يعبرون إلى إقليم إيلام الإيراني.
في هذا السياق، قال اللواء الأميركي توماس تيرنر إنه ليس لديه أي دليل على أن الإيرانيين يدعمون المسلحين في منطقته الممتدة شمالي بغداد، والواقعة على الحدود مع إيران.
وأوضح تيرنر: «لا أعتقد أن لدينا أي دليل محدد عن إيرانيين في منطقتنا باستثناء التقارير»، مضيفاً: «اكتشفنا مخابئ، أو اكتشفت شرطة الحدود العراقية مخابئ أسلحة يبدو أنها تركت على عجل في منطقتهم على طول الحدود، لكن لا يوجد الكثير منها».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السلوفاكي يان كوبيس أن بلاده ستسحب جنودها، البالغ عددهم 105جنود، من العراق في غضون ستة أشهر. وأوضح كوبيس، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري: «يمكنني تأكيد أن عملية الاستبدال هي الأخيرة، وبعد ذلك سيكون هناك عرض واتفاق بشأن شكل مشاركة سلوفاكيا في عملية حرية العراق».
أما زيباري، فأعرب عن أمله في أن تصبح القوات العراقية قادرة على ضمان الأمن في أرجاء العراق كافة بحلول نهاية العام الحالي.
ميدانياً، قُتل 20 عراقياً، معظمهم من الزوار الشيعة، وأُصيب 56 بجروح في هجمات متفرقة في المسيب والحصوة وسامراء والديوانية وبغداد وكربلاء، حيث يُحيي مئات آلاف الشيعة ذكرى ولادة الإمام المهدي.
كذلك، قُتل جندي أميركي في انفجار عبوة ناسفة جنوب العاصمة، وآخر بريطاني، متأثراً بجروح أصيب بها في إطلاق نار في القرنة جنوب العراق.
وأعلنت مديرية الأمن في السليمانية اعتقال رئيس حزب كردي، مقرب من حزب العمال الكردستاني، بعد اتهامه بـالتورط في «مقتل أحد الكوادر» المنشقين عن الحزب الأخير.
( أ ف ب، رويترز، أ ب)