صنعاء ــ أبو بكر عباد
في تصاعد مثير لحدة وسخونة الحملات الانتخابية الرئاسية في اليمن، المقرر إجراؤها في 20 أيلول الجاري، سيطرت الاتهامات المباشرة على خطابات مرشح حزب “المؤتمر الشعبي العام” الحاكم علي عبد الله صالح، ومرشح أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان لبعضهما.
وبعد مرور أكثر من نصف المدة المقررة للحملات الانتخابية، ازدادت حدة الخطابات توتراً وانعكست على احتقان الشارع اليمني بين مؤيد ومعارض لصالح وبن شملان، وخصوصاً بعدما شهدت محافظة عمران مهرجاناً لأحزاب المشترك فاق عدد الحاضرين فيه، أعداد الحاضرين في مهرجان مماثل للرئيس صالح بأكثر من ثلاثة أضعاف، وهو ما سبب حالة من الطوارئ بين القائمين على الحملة الدعائية للحزب الحاكم .
ودفعت هذه الحالة الرئيس اليمني إلى توجيه اتهامات إلى قيادات “المشترك”، وصفها المراقبون والأكاديميون بأنها “جارحة”. وقال صالح: “إن مهام أحزاب المشترك المستقبلية السطو على احتياطي البنك المركزي اليمني وكذلك السطو على وزارة النفط والمعادن والشركات النفطية العاملة والاستيلاء على وزارة الاتصالات ووزارة الكهرباء”.
وارتفعت وتيرة الاتهامات عندما وصف صالح أحزاب المشترك بالتتار، وقال: “لقد كنت رافضاً ترشيح نفسي للانتخابات، ولكن عندما رأيت التتار قادمين ليدمروا التنمية والأمن والاستقرار والوحدة، قبلت بترشيحي لرئاسة الجمهورية بناء على طلب الجماهير”.
واستمرت حملة اتهامات صالح، فأشار إلى أن أحزاب المعارضة تتلقى “الأموال للتآمر على الوطن”. ووعد بكشف الجهات التي تقوم بدعمهم. ووصفها “بالقوى الظلامية المرتدة عن الوحدة والحرية الديموقراطية والأمن والسلم والاستقرار”.
وفي رد غير مباشر، علّق بن شملان على الهجوم الذي شنه مرشح الحزب الحاكم، وقال: “عندما نتحدث عن الفساد، يغضب البعض. لماذا هذا الغضب؟ وهم أيضاً يتحدثون عن الفساد والمفسدين، ولكنهم لا يعملون شيئاً لاقتلاعه أو حتى خفضه”.
وانتقد بن شملان “حكم الفرد الواحد الذي يمارسه النظام”. وقال: “هل نريد أن نعود إلى حكم الفرد في الجمهورية، كما كنا في الإمامة، هل نقبل أن يعود حكم الفرد بعد كل هذه التضحيات التي قدمها اليمن، إذن علينا جميعاً مهمة البدء بتغيير النظام الفردي إلى نظام مؤسسي في 20 من أيلول المقبل وهي فرصتنا السلمية لإعادة الأمور إلى نصابها والتقدم باليمن.
وفي رد على اتهامات صالح للمعارضة بأنها تنوي الاستيلاء على مدخرات المصرف المركزي اليمني، كشف “اللقاء المشترك” عن تجاوزات تقدر بـ 4 مليار ريال يمني صرفت لجامع يقوم صالح ببنائه منذ أعوام. كما كشف عن فضائح فساد واختلاس ونهب علني لأرصدة المصرف المركزي اليمني وضمها بأوامر رسمية لحساب الدائرة المالية في المؤتمر الشعبي الحاكم.
واستعرض الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك، محمد قحطان، في مؤتمر صحافي أمس، شيكات مالية بأكثر من ثلاثة مليارات صرفت من حساب مشروع توسيع وتطوير الجامع الكبير في المصرف المركزي لحساب دائرة المؤتمر المالية، بالإضافة لـ 3 مليارات و200 مليون ريال صرفت لحساب مجهول.
واستدرك قحطان قائلاً: “يا فخامة الرئيس، نحن مواطنون، لسنا تتاراً ولسنا غزاة ولسنا نهابين للأموال والحقوق العامة”، واصفاً المبالغ التي صرفت لحساب دائرة المؤتمر المالية من المصرف المركزي بتوجيهات رئاسية بأنها غيض من فيض.