واشنطن ـ محمد دلبح
تسعى الولايات المتحدة، في سياق تهديدها بفرض عقوبات دولية على إيران، إلى وضع «قائمة سوداء» تتضمن شبكة من المصارف والمؤسسات المالية في أوروبا، إلى جانب شركات، تشرف عليها الحكومة الإيرانية، بدعوى أنها تستخدمها للحصول على تكنولوجيا نووية، لكن الأمر امتد الى استبعاد التعامل مع مصرف «صادرات ايران» بسبب «تحويله أموال لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين يحاولون إشراك حكومات أوروبية ومصارف كبيرة متعددة الجنسية في هذا الجهد، كجزء من تبادل المعلومات حول ما يشتبه بأنه عمليات تبييض أموال وأنشطة أخرى تقوم بها المصارف والشركات التي تخطط الولايات المتحدة إلى إدراجها على «القائمة السوداء».
وسيقوم وكيل وزارة المالية الأميركي لشؤون الإرهاب واستخبارات التمويل، ستيوارت ليفي، بجولة أوروبية الأسبوع المقبل، يليتقي خلالها مسؤولين حكوميين ومدراء مصارف كبار في بريطانيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا، وذلك لبحث سبل مكافحة «تهديدات منبثقة من التمويل المتدفق من إيران».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم ان هذه الحملة هي جبهة ثانية مهمة في إطار حملة دبلوماسية أوسع للضغط على إيران لحملها على تعليق تخصيب اليورانيوم. وأوضح هؤلاء المسؤولون أنهم يخططون لزيادة الضغوط بشكل ملموس في الأشهر المقبلة ليس في اوروبا فحسب، بل أيضا في دبي الإمارات، التي يعتبرونها أحد أكبر مراكز التعاملات المالية مع إيران.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه كلما ازداد عدد المصارف التي توافق على الانضمام إلى الحملة الأميركية، فإن ذلك من شأنه أن يعرقل سير عمليات التمويل الإيرانية والاستثمارات الأجنبية لتطوير قطاع الطاقة الإيراني.
وفي هذا السياق، أعلن ليفي امس ان وزارة الخزانة استبعدت مصرف «صادرات ايران» المملوك للدولة من أي معاملات مع النظام المالي في الولايات المتحدة لـ«منعه من تمويل جماعات ارهابية».
وقال المسؤول الأميركي «استبعدنا واحدا من أكبر المصارف الإيرانية الحكومية من النظام المالي الأميركي». وأضاف «السبب أن هذا المصرف، الذي له قرابة 3400 فرع، تستخدمه حكومة إيران لتحويل أموال إلى منظمات ارهابية»، مشيرا الى ان إيران تستخدم هذا البنك لتحويل أموال إلى حزب الله و«حماس» وحركة «الجهاد».