strong>لم يجد موقف النخب الفلسطينية المدعوم شعبياً، الرافض زيارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إلى الأراضي الفلسطينية، آذاناً صاغية لدى القيادة “الفتحاوية”، التي وفرت له منبراً لإطلاق النار على طرف فلسطيني آخر
غزة ــ “الأخبار”

جدّد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من رام الله أمس، الشروط الغربية لمحاورة حكومة حماس، مطالباً بتأليف حكومة وحدة وطنية. كما سعى إلى تمهيد الطريق للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الــــذي أعــــــرب عــــــن استـــعداده لعــــــقد مثل هـــــذا الاجتمــــــاع من دون شــــــــــروط.
ولم يستطع بلير، خلال مؤتمر صحافي مع عباس، أن يبقي على ترحيبه بتأليف حكومة وحدة وطنية، من دون التذكير بضرورة أن تتعاطى الحكومة الجديدة مع الشروط الدولية. ورأى بلير أن حكومة الوحدة الوطنية “ستكون الطريق الصحيح لحل كل القضايا العالقة”.
وقال “أودّ أن أقول إنه في ما يخصني، اذا تألفت حكومة وحدة وطنية، أظن انه من الصواب أن يتعامل المجتمع الدولي مع مثل هذه الحكومة”. لكنه اشترط التزام الحكومة الجديدة “قرارات الشرعية الدولية ومتطلبات اللجنة الرباعية”، في اشارة إلى الشروط الثلاثة المتمثلة في الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها، ونبذ المقاومة.
ولم يلتق بلير رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، لكنه اعرب عن استعداده للعودة مجدداً إلى المنطقة في الفترة المقبلة لإحياء عملية السلام. ورأى انه يجب توفير الاجواء لإحياء عملية السلام والعودة إلى الجلوس حول طــاولة المفاوضــــــات. وكان عباس قد سبق بلير في الحديث، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، مبدياً استعداده للقاء اولمرت من دون شروط مسبقة. وبدا ذلك تلبية سريعة من جانب عباس، لاستعداد مماثل عبّر عنه اولمرت، خلال لقائه مع بلير أول من أمس.
وقال عباس ان “الوضع في الاراضي الفلسطينية يحتّم تأليف حكومة وحدة وطنية خلال الايام المقبلة”. وأضاف أنه بحث مع بلير “سبل إنهاء الحصار وإغلاق المعابر وإطلاق الوزراء والنواب، ونحو عشرة آلاف أسير (فلسطيني) ووقف عمليات الاغتيال والقتل والتدمير وإنهاء الاستيطان”.
وكان رد “حماس” على تصريحات بلير بتجديد تأكيد رفض مطالب اللجنة الرباعية بتغيير سياستها تجاه اسرائيل. وقال المتحدث باسم “حماس” في غزة، سامي أبو زهري، إن الشعب الفلسطيني يريد حكومة تستند إلى المتطلبات الوطنية لا استجابة للإملاءات والشروط الخارجية. وأضاف أنهم مستعدّون لأي شيء من شأنه إنهاء الحصار على أبناء الشعب، لكنهم لن يقبلوا بذلك عـــلــــى حســـاب حقــــــوق الفلـــسطـــينـــيين.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، من جهته، إن عباس اتفق مع بلير على أن “يعود بلير إلى منطقة الشرق الاوسط بعد شهرين لمتابعة جهوده لإحياء عملية السلام وإنجاز تقدّم على الارض في هذه العملية”.