خرجت الأزمة الداخلية التي يعانيها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عن السيطرة، وبات الحديث شبه رسمي عن “مؤامرة” يقودها وزير المال غوردون براون داخل حزب العمال لإزاحة بلير عن منصبه. ونفى غوردون براون، المرشح الأوفر حظاً لخلافة بلير، أن يكون وراء أي مؤامرة لإطاحة رئيس الوزراء، لكن الصحف قالت إن الخلاف الذي نشب الأسبوع الماضي قد يعني وجود صراع على رئاسة الوزراء. وذكرت صحف عدة أن أعضاء حكومة بلير يتطلعون الآن “لأي شخص غير غوردون” كخليفة لبلير لارتيابهم في ولائه تجاه رئيسه.
وتعرض براون لانتقادات من داخل الحزب لالتزامه الصمت بعدما كتب أعضاء في البرلمان عن حزب العمال رسالة يطالبون فيها بلير بالتنحي عن السلطة.
وقال براون إنه سيرحب بخوض أي منافسة على الزعامة. ونفى علمه مسبقاً بأمر الرسالة أو أنه شجع أتباعه على التوقيع عليها. وأوضح، في لقاء أجراه معه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “قلت دائماً لطوني إن القرار (الخاص بترك السلطة) يعود إليه. أعرف أنه سيتخذه من أجل مصلحة الحزب، ولكن من المهم أكثر أن يكون في مصلحة البلاد”.
وذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أن براون اجتمع مع أحد كبار المتآمرين، وهو وزير الدولة لشؤون الدفاع توم واتسون، يوم الاثنين الذي سبق تسليم الرسالة التي تطالب بلير بالاستقالة.
ودعا بلير، من جهته، إلى وقف الاقتتال الداخلي، وقال إنه “قد يكلف الحزب الخسارة في الانتخابات المقبلة” المتوقع إجراؤها في العام 2009.
وقال بلير، لمؤتمر تعقده مجموعة مؤيدة للإصلاح من أعضاء حزب العمال: “لن نفوز إذا كان لدينا هجمات شخصية من جانب أحد ضد أي أحد، لأن هذا يبعد الجمهور”. وسئل عما إذا كان سيقر غوردون براون خليفة له، فقال إن الحديث عن قضية الزعامة أثناء وجوده في الشرق الأوسط أمر غير ملائم.
واعتاد بلير وبراون، على مدى عشر سنين، السماح لمساعديهما بالحط من شأن الآخر خلال إفادات صحافية مجهولة المصدر. ونقلت صحيفة “صانداي تايمز” عن مصدر عرّف عن نفسه بأنه مساعد بارز لبلير، قوله: “لا يريد طوني، أن يصبح براون الزعيم المقبل”. وفي هذا السياق، قالت وزيرة الشؤون الدستورية وحليفة براون، هارييت هارمان أمس، إن على حزب العمال البريطاني الحاكم الاستماع إلى آراء الشعب في السياسة الخارجية لمعالجة انعدام الثقة الذي نشأ بسبب الحرب على العراق.

(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)