لم يفلح البرلمان العراقي في البت بقضية مشروع قانون الأقاليم بشأن الفدرالية، التي تلقى معارضة السنة، فجاءت جلسة يوم أمس "خالية الوفاض" إلا من مزيد من الانقسامات، التي ستزداد حدة قبل 19 أيلول، الموعد المحدد لطرح المشروع من جديد أمام مجلس النواب.وجدد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم مطالبته بإقليم في وسط العراق وجنوبه، معتبراً أن هذه الخطوة تشكل "ضمانة لعدم عودة الديكتاتورية".
وزار الحكيم مساءً المرجع آية الله علي السيستاني والزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف لبحث «الأمور الجارية في البلد والتطورات السياسية والأمنية والخدمية».
ونقل الحكيم عن السيستاني دعوته «الحكومة والدولة الى تقديم ما يمكن من الخدمات».
بدوره، رأى القيادي في القائمة الكردية سعد البرزنجي أن «التراجع عن مشروع قانون الفدرالية سيؤدي الى تقسيم العراق»، مضيفاً إن «الفيدرالية هي سبيل توحيد الدولة».
وقال نائب رئيس البرلمان خالد العطية، من كتلة الائتلاف العراقي الموحد، إن الائتلاف «يستنكر الحملة المنظمة التي قامت بها بعض الأطراف لتشويه صورة الفدرالية، والإيحاء بأنها مشروع لتقسيم العراق»، مستغرباً «التراجع عن الاتفاقات، التي جلسنا ساعات طويلة لمناقشة مبادئها وموادها، ثم ننقلب عليها فجأةً بلا مبرر وبلا سبب».
في المقابل، هدد زعيم جبهة التوافق العراقية السنية عدنان الدليمي بمقاطعة جلسة البرلمان المقبلة في 19 أيلول. وأضاف الدليمي، «سنقف في وجه كل من يريد تقسيم العراق، كما أننا نعارض طرح الفدرالية من دون تعديل الدستور».
من جهتها، نددت هيئة علماء المسلمين في العراق بما وصفته «تقسيم العراق وإشعال نار الطائفية فيه من أجل تنفيذ أجندات خارجية».
وقالت الهيئة، في بيان لها، «رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراقيون، يسعى بعض الساسة لتمرير مشاريع تخدم مصالحهم الخاصة وتهدر مصالح الشعب من الشمال الى الجنوب، ومنها ما يجري اليوم من جدل حاد حول إثارة موضوع الفدرالية بغية إقراره نظاماً إدارياً في عموم أنحاء العراق، في وقت ينعدم فيه الأمان».
من جهة أخرى، أعلن المستشار الإعلامي في برلمان كردستان طارق جوهر أن « اللجنة الدستورية المكلفة إعداد مسودة دستور إقليم كردستان سلمت مسودة الدستور المذكور الى رئاسة المجلس الوطني لكردستان».
الى ذلك، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح أمس، خلال مؤتمر لإعادة إعمار العراق في أبو ظبي، من أن « مستقبل العراق أساسي في تحديد مصير الشرق الأوسط ومستقبله. فإخفاق العراق هو إخفاق وانتكاسة للمنطقة».
ميدانياً، قُتل 25 شخصاً واُصيب 46 بجروح في هجمات متفرقة في الفلوجة وبعقوبة وكركوك والموصل وبغداد، حيث أعلنت وزراة الداخلية العراقية أنها قتلت ثلاثة من تنظيم القاعدة في «مواجهات استمرت ساعة بين الشرطة والإرهابيين المتمركزين في أحد منازل منطقة الكرادة»، وسط العاصمة.
في سياق آخر، أفاد مصدر في قيادة شرطة الديوانية أن وزارة الداخلية عينت العميد عبد الخالق بدري قائداً جديداً لشرطة المحافظة خلفاً للقائد المستقيل اللواء عبد العباس شلال، الذي قدم استقالته، منذ أكثر من شهر، لأسباب "صحية"، علماً أن الديوانية شهدت مواجهات عنيفة، الشهر الماضي، بين قوات الأمن العراقية، تدعمها قوات أميركية، وعناصر من جيش المهدي في عدد من مناطق المحافظة.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)