أحيت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية امس الذكرى الخامسة لأحداث 11 أيلول، فشهد عدد من المدن الأميركية نشاطات تذكّر بضحايا برجي مركز التجارة العالمي، من دون أن ينسوا انتقاد أداء الإدارة الأميركية، التي اتهمها متظاهرون بتدبير الهجمات على واشنطن ونيويورك.وشهدت مدينة نيويورك دقيقة صمت في الساعة 8.46 (12.46 بتوقيت غرينتش) عندما اصطدمت اول طائرة بأحد برجي مركز التجارة.
وللمناسبة، قال الرئيس الاميركي جورج بوش، في حديث لشبكة “ان.بي.سي”، أمس، إنه “لم يتصور قط مدى التغيير الذي سببته أحداث 11 ايلول في حياة الاميركيين، الا أنه ادرك على الفور أن رئاسته سيصبح شعارها مكافحة الارهاب”. وتابع: “نظرتي إلى العالم تغيرت جذرياً في هذا اليوم. ادركت أن مسؤوليتي الكبرى ومسؤولية حكومتنا هي حماية الناس”.
وكان بوش وزوجته لورا قد أطلقا أول من أمس مراسم احياء الذكرى الخامسة لأحداث 11 ايلول بوضعه باقتين من الزهر عن ذكرى الضحايا الذين سقطوا في نيويورك، حيث كان مقر برجي مركز التجارة العالمية قبل خمسة اعوام.
وليس بعيداً عن مكان الاحتفال، كان عشرات المتظاهرين يحتجّون على سياسة بوش، رافعين لافتات تطالب بـ “انهاء الاحتلال” في العراق وعودة الجنود الاميركيين. كما اتهموا “نظام بوش بتنظيم” اعتداءات 11 ايلول.
ودافع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني عن أداء الإدارة، معتبراً أن الحكومة أدّت “مهمة ملحوظة للغاية” في حماية اميركا. وقال، في برنامج “واجه الصحافة” في قناة “ان.بي.سي.”: “لا أدري كيف يمكنكم ان تفسروا خمس سنوات من دون هجمات، عليكم أن تعطوا بعض الفضل لفكرة أنه ربما يكون أحد قد فعل الشيء الصحيح”.
وأقرّ تشيني قائلاً: “لم نتمكن يوماً من تأكيد وجود علاقة بين العراق و11ايلول”، لكنه رأى أن العلاقة بين القاعدة والعراق “قضية اخرى” مشدّداً على أن ابو مصعب الزرقاوي كان موجوداً في العراق قبل الاجتياح الاميركي.
وشاركت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في واشنطن بمراسم تكريم الضحايا الاجانب الذين سقطوا في الاعتداءات في حضور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر. وقالت رايس، التي ارتدت الاسود: إن أحداث 11 أيلول “مثّلت هجوماً على المثل العالمية للسلام والحرية وحقوق الانسان التي ترمز اليها دول مثل دولتنا”.
وإحياء الذكرى، لم يقتصر على الولايات المتحدة، بل امتد إلى أكثر من عاصمة غربية. فأحيت إيطاليا الذكرى بسلسلة من الفعاليات في بلدية روما ومقر مجلس الشيوخ بمشاركة السفير الأميركي رونالد سبوغلي.
وصلّى البابا بنديكت السادس عشر، الذي يزور ألمانيا، لأرواح ضحايا هجمات 11 أيلول.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)