رد التيار الصدري على الساعين إلى فرض الفيدرالية على العراق أمس بمشروع قانون قدمه أمس إلى مجلس النواب يرمي إلى «جدولة انسحاب» قوات الاحتلال الأميركية التي باتت ترى في الوضع الأمني في الفلوجة والقائم «مبهجاً» قياساً بما تعانيه في غيرها من مدن محافظة الأنبار.في هذا الوقت، قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، في مؤتمر صحافي مشترك في طهران أمس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن إيران ستقدم «المساعدة الكاملة للحكومة العراقية لتحقيق الأمن»، مشيراً إلى أن «تعزيز الأمن في العراق يعني تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقةوأشار نجاد إلى «علاقات ثقافية ودينية وعاطفية» تربط العراق بإيران، مضيفاً: «نحن نرى في تقدم العراق واستقلاله وسيادته وإعماره تقدم واستقلال وسيادة وإعمار إيران»، مشيراً إلى أن العلاقات بين الدولتين «ستبقى ممتازة».
بدوره، وصف المالكي إيران بالبلد «الشقيق». وقبيل بدء الزيارة، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن «المالكي سيوصل رسالة واضحة (إلى الإيرانيين)، وهي أنه يجب ألا تتدخل إيران في العراق»، في محاولة لاحتواء الانتقاد الأميركي والسني لزيارة المالكي.
على صعيد آخر، أعلنت الكتلة الصدرية أنها قدمت مشروع قانون إلى مجلس النواب وهيئة الرئاسة ومجلس الوزراء لجدولة انسحاب الاحتلال من العراق.
وقال النائب عن التيار الصدري ناصر الساعدي إن «هذا المشروع وقع عليه 104 من أعضاء مجلس النواب من أجل جدولة انسحاب قوات الاحتلال، ومراجعة القرار 1546 الصادر عن الأمم المتحدة الذي ينظم العلاقة بين قوات الاحتلال والحكومة»، مضيفاً أن «المشروع يتضمن إيجاد صيغ قانونية لتعجيل خروج القوات المحتلة، وتسلم الملف الأمني بالكامل، وإلغاء دور المستشارين الأجانب في الوزارات كافة، وبالأخص وزارتي الدفاع والداخلية».
وأعرب النائب عن جبهة التوافق السنية ظافر العاني عن استغرابه من «مماطلة» رئاسة مجلس النواب لـ»منع عرض مشروع جدولة انسحاب الاحتلال» على البرلمان.
ورد رئيس البرلمان محمود المشهداني بالقول إن «مشاريع القرارات تأخذ تسلسلاً لعرضها داخل البرلمان، وإن دور هذا المشروع لم يأت بعد».
وقال رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي أمس إن الجبهة «تؤيد اقتراح الأمم المتحدة بشأن تأجيل النظر بمشروع الفيدرالية أو مشروع الأقاليم»، قائلاً إن «الوقت غير مناسب لطرح هذه المشاريع، لأننا نعيش ظروفاً صعبة، ولا سيما الوضع الأمني المتدهور».
أما زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، فدعا من جهته «المبلغين والمبلغات» إلى اغتنام شهر رمضان للتشجيع على الفيدرالية. إلى ذلك، حذر آية الله إسحق الفياض، أحد المراجع الشيعة الأربعة الكبار في النجف، السلطات العراقية من اختراق الأجهزة الأمنية «من قبل البعثيين والإرهابيين»، داعياً إلى إنزال «عقوبة الإعدام الفوري بحق القتلة» الذين يعترفون بفعلتهم.
ميدانياً، قُتل ثلاثة من جنود الاحتلال الأميركي في انفجار عبوة ناسفة بدوريتهم في الفلوجة، كما انفجرت عبوة ناسفة بدورية أميركية في النجف، من دون أن يعلن الاحتلال أي تفاصيل عن الحادث.
وقتل 30 عراقياً وأصيب عدد مماثل بجروح في هجمات متفرقة في الموصل وكركوك وبغداد وبعقوبة، حيث هاجم مسلحون مسجداً شيعياً.
ونفى قائد قوة مشاة البحرية الأميركية في العراق ريتشارد زيلمر أن تكون قواته قد «فقدت السيطرة على محافظة الأنبار»، في معرض رده على تقرير سري نشرته صحيفة الـ «واشنطن بوست» ورأت فيه أن الوضع في هذه المحافظة «قاتم».
وقال زيلمر إن تقارير الصحف «لم تستوعب بدقة مدى تعقيد وشمول» الوضع في الأنبار.
وذكرت صحيفة الـ «نيويورك تايمز» أن التقرير وصف الفلوجة والقائم كموقعين «يبعثان على البهجة» مقارنة بغيرهما.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)