عاد النزاع النووي الايراني الى منطق الحوار الذي بدأ يطغى على التصريحات الاوروبية، وحتى الأميركية، وخاصة بعد العرض الايراني إمكانية تعليق التخصيب مؤقتاً خلال المحادثات، وذلك على رغم التشدد الذي يبديه بعض أعضاء الادارة الأميركية.وأعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، للصحافيين في كنشاسا أمس، أن التحضير للمفاوضات على الملف النووي الايراني «شاقة جداً لكنها ليست مستحيلة»، مشيراً الى ان «الامر الأكثر أهمية هو ايجاد آلية لفتح طريق الى مفاوضات».
وأعربت ايران أمس عن استعدادها لبحث تعليق تخصيب اليورانيوم وإنما بشروط صارمة.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» إن إيران عرضت «لائحة طويلة من المطالب من ضمنها وقف أنشطة مجلس الامن الدولي (ضد ايران) وتراجع تام عن العقوبات وحق ايران في امتلاك تكنولوجيا الوقود النووي على أراضيها». وأضاف ان «لاريجاني أعلن، في المقابل، أن الايرانيين مستعدون للنظر في احتمال تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة شهرين».
واعتبر الدبلوماسي ان الشروط «غير مقبولة» بالنسبة إلى القوى الست الكبرى لأنها «ستضمن لطهران الحق بامتلاك دورة الوقود النووي الحساسة وحمايتها من أي عمل عقابي في مجلس الأمن».
إلا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية طوم كايسي نفى، أمس، علم واشنطن بأي عرض ايراني لتعليق التخصيب.
وأفاد دبلوماسي آخر ان الدول الكبرى تواجه صعوبات في اعتماد موقف مشترك في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الملف الايراني. وقال ان هذه الدول «لم تتوصل الى التفاهم على إعلان مشترك»، ذلك أن الأميركيين يدعون الى اعتماد «خط متشدد جداً».
وكررت واشنطن أمس نيّتها استخدام «وسائل أخرى» خارج مجلس الأمن ضد إيران إذا رفض المجلس الاستجابة للضغوط الأميركية لفرض عقوبات على طهران، علماً ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كانت قد أعلنت أول من أمس أن بلادها «قد تكون مستعدة للانضمام الى المفاوضات مع ايران اذا علقت مؤقتاً برنامجها النووي».
وذكر المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون أن واشنطن «تتطلع بالفعل إلى الإجراء التالي بفرض عقوبات على إيران بموافقة مجلس الأمن أو من خارجه».
وقال بولتون، في خطاب له أمام مؤتمر «أسد يهوذا» لاتحاد الجمعيات اليهودية في واشنطن، «إننا سنستخدم إجراءات أخرى، أنشطة اقتصادية أخرى، وسنعمل مع دول أخرى خارج مجلس الأمن أيضاً». وأضاف أن «الأوروبيين طلبوا منا مجدداً أن نعطيهم فرصة أخرى للضغط على إيران في هذا الشأن»، غير أنه وصف ذلك بـ«فن المماطلة»، محذراً من أن برنامج التسلح النووي الإيراني هو «أمر حتمي».
وأعلنت الرئاسة الفرنسية مساء أمس ان الرئيس جاك شيراك «أكد الدعم الفرنسي» لسولانا، وذلك خلال لقاء في باريس مع موفد الرئيس الايراني. وكان شيراك قد اجتمع طوال ساعة و45 دقيقة مع موفد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، هاشمي سماري الذي لم يدل بأي تصريح لدى خروجه من قصر الإليزيه.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)