يبدو أن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في دمشق أول من أمس، والذي أحبطته السلطات السورية، قد يكون من شأنه أن يعيد النظر في بعض الحسابات على خط العلاقة السورية ــــ الأميركية.فقد رأى السفير السوري لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى، في تصريحات نشرت أمس، أن الهجوم الفاشل ضد السفارة الأميركية قد يكون مناسبة لتحسين العلاقات السورية ـــ الأميركية.
وقال مصطفى، لصحيفة «الثورة»، إن «السياسة التي اتبعتها هذه الإدارة (الأميركية) لا تساعد على تطوير العلاقات بشكل إيجابي» لكن «هناك فرصة لتطوير هذه العلاقات لأن سوريا دائماً كانت تؤمن بالحوار لحل كل المشاكل والقضايا العالقة».
وشدد السفير السوري على أن «الكرة في ملعب الإدارة الأميركية»، مشيراً الى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «عبّرت عن امتنانها لقيام الحكومة السورية بإحباط الهجوم الإرهابي». وأوضح أن السفارة السورية في واشنطن تلقت «اتصالاً من وزارة الخارجية الأميركية لشكر سوريا وامتنانها لما قامت به».
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس أن المسلح الرابع، الذي هاجم السفارة الأميركية، توفي متاثراً بجروحه بعدما قتلت قوات الأمن ثلاثة من رفاقه في العملية التي أُفشلت.
وذكرت الوكالة أن «الإرهابي الرابع الذي شارك فى العملية الإرهابية التي استهدفت مقر السفارة الأميركية في دمشق أمس (الثلاثاء) قد فارق الحياة متأثراً بجروحه البالغة التي أُصيب بها أثناء الاشتباك بين عناصر مكافحة الإرهاب والمجموعة الإرهابية المسلحة».
أضافت الوكالة «لم يسمح الوضع الحرج للإرهابي الذي كان يعالج في المستشفى باستجوابه من قبل السلطات المختصة التي تتابع التحقيقات لكشف خيوط هذه العملية الإرهابية».
وأكدت الوكالة أن المعلومات الأولية تشير الى أن «الإرهابيين الأربعة الذين نفذوا العملية الإرهابية ضد السفارة الأميركية يحملون الجنسية السورية».
ويتناقض تقرير «سانا» مع مزاعم مسؤول أميركي رفيع المستوى قال، في واشنطن في وقت متأخر من أول من أمس، إن المسلح الذي أُلقي القبض عليه خلال الهجوم يتعاون مع السلطات السورية.
في هذا السياق، رأى ديبلوماسي غربي في دمشق في تصريحات رايس مدخلاً لانفراج في العلاقات بين البلدين. وقال الديبلوماسي لوكالة «فرانس برس» إن «تصريح رايس يبدو ميالاً الى التهدئة. وهو كذلك إن كانت تفتح من خلاله سبيلاً لاستئناف الحوار مع دمشق»، مشيراً الى أن «هاجس الأميركيين هو الأمن وقد يدركون أن مثل هذا التهديد يمكن أن يعطي حجة للتحدّث الى سوريا، وهذا الأمر يصب في مصلحتهم».
ودان رئيس جمعية التضامن الفرنسي ـــ العربي لوسيان بيترلان، بشدة أمس، الهجوم على السفارة الأميركية. ونوه بتعامل الأجهزة الأمنية السورية مع الهجوم، معتبراً أن هذه الأجهزة «استطاعت تجنب وقوع كارثة حقيقية».
من جهتها، دعت صحيفة «تشرين» الأسرة الدولية الى "تضافر الجهود من أجل مكافحة حقيقية للإرهاب»، معتبرة أن «تجربة سوريا الطويلة والناجحة في التصدي للإرهاب ومكافحته تؤكد أن العالم قادر على النجاح وتحقيق النصر ضد كل ما هو إرهابي».
إلى ذلك، نصحت أوستراليا مواطنيها أمس بإعادة تقويم حاجتهم إلى السفر إلى سوريا، مشيرة إلى «ارتفاع خطر الإرهاب» فيها. وأصدرت كانبيرا بياناً جاء فيه: ننصحكم بإعادة النظر في دواعي السفر إلى سوريا نظراً للتهديد الإرهابي المرتفع والبيئة الأمنية المتفجرة في المنطقة».
وأصدرت أوستراليا أيضاً بيانات تُذكر المسافرين الأوستراليين بـ«المخاطر» الماثلة في دول عديدة، منها بريطانيا والعراق.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)