strong>المشهد العراقي إلى مزيد من التعقيد، رغم محاولات يائسة للخروج من الوضع القائم، بسبب استمرار مسلسل الدم، وتعميق الاحتلال الأميركي لتدخله على خط الخلافات القومية والمذهبية، بانتقاله من موقع سياسي إلى آخر، تبعاً لمصالحه، وآخر العنقود غزل مستجد أميركي ــ كردي
بغداد ــ الأخبار

بدا إعلان الائتلاف العراقي الموحد أمس «تأجيل تطبيق الفيدرالية، حتى في حال إقرارها» خطوة ضرورية للتخفيف من حدة التوتر المذهبي وتجنب الصدام واستيعاب الأطراف المعارضة لتطبيق القانون المثير للجدل، في وقت كان فيه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني يشيد بـ «إنجازات» الاحتلال الذي رأى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أنه بات «الآن في وضع لا يمكنه فيه المغادرة ولا البقاء»، في موقف عززته المعطيات الميدانية التي أفادت أمس عن مقتل أكثر من مئة عراقي في هجمات متفرقة، اتخذت غالبيتها بُعداً مذهبياً، ومصرع جنديين أميركيين في هجوم بغداد.
وأعلن المتحدث باسم حزب الفضيلة الإسلامي، المنضوي تحت لواء «الائتلاف الموحد»، الشيخ صباح الساعدي، في ختام اجتماع للائتلاف، أن «الكل متفق على أصل القانون (الفيدرالية)، إلا أن بعض المكونات ترى تأخير تطبيق الفيدرالية بعد إقرارها، لأن المقدمات غير مهيأة وتامة لإنجاحها، فالمسألة ليست إقرارها وتطبيقها، بل جعلها نموذجاً ناجحاً».
بدوره، قال القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق جلال الدين الصغير إن «المجلس الأعلى لم يكن في صدد تطبيق الفيدرالية في حال إقرارها»، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الأمر يحتاج إلى توافق سياسي، وكذلك رأي المرجعية، والشأنين الإقليمي والدولي».
في هذا الوقت، عقد رؤساء كتل برلمانية عراقية اجتماعاً، في مقر رئيس البرلمان محمود المشهداني، للمطالبة بمراجعة الدستور قبل البدء بمناقشة مسودة قانون الأقاليم.
وقال رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي إن «الخلاف الذي بات يواجه مجلس النواب، هو أيهما أحق دستورياً؛ قراءة مسودة مشروع الأقاليم، أم إرجاء مراجعة بنود الدستور»، الذي وافق عليه السنّة لدى صياغته.
من جهة أخرى، قال رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، خلال استقباله السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد، إن «ما فعله زلماي خليل زاد من أجل العراق، لن يستطيع أحد إنجازه».
أما خليل زاد، فدعا إلى الاستفادة من تجربة كردستان العراق «لإيجاد سوق تجارية في المنطقة».
في المقابل، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، في نيويورك، إن «العراق سبب فعلاً مشكلة، إن أميركا في وضع الآن لا يمكنها فيه المغادرة ولا البقاء»، مضيفاً أن «استمرار العنف في العراق يؤدي إلى تشدد لدى الرأي العام في الشرق الأوسط».
ميدانياً، عثرت الشرطة العراقية على أكثر من 60 جثة خلال 24 ساعة في العاصمة وحدها.
كما قُتل 40 عراقياً وأُصيب 105 بجروح في هجمات متفرقة في الموصل وكركوك والسماوة وهيت وبغداد، حيث لقي جنديان أميركيان مصرعهما في انفجارين منفصلين.