غزة ــ رائد لافي
تجاوزت الفصائل الفلسطينية والكتل البرلمانية أمس الشروط التي أعادت طرحها الولايات المتحدة وإسرائيل، فدخلت في مفاوضات “سباق مع الزمن” للوصول إلى تركيبة توافقية لحكومة الوحدة الوطنية المنتظرة.
ويستعد رئيس الحكومة إسماعيل هنية لتقديم استقالته غداً السبت أو بعد غد الأحد على أبعد تقدير، تمهيداً لتكليفه مجدداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأليف حكومة الوحدة، على أن يتم ذلك قبل حلول شهر رمضان في 24 أيلول الجاري.
وبات من المؤكد امتناع حركة الجهاد الإسلامي عن المشاركة في الحكومة انسجاماً مع موقفها المبدئي من المشاركة في الحياة السياسية تحت سقف اتفاق أوسلو. ويبني الفلسطينيون آمالاً كبيرة على حكومة الوحدة، لإنهاء الأزمة الخانقة التي تعصف بمكونات الحياة الفلسطينية إثر الحصار الدولي، غير أن مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الإعلامية نبيل عمرو، لا يحمل الآمال نفسها، ويرى أن حكومة الوحدة الوطنية لا تعني بالضرورة إنهاء الحصار، معيداً السبب إلى أن “طلب الدعم الدولي يضعنا تحت طائلة الشروط الدولية”، في إشارة إلى الشروط الثلاثة المتعلقة بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف (المقاومة) والالتزام بالاتفاقات السابقة.
في هذا السياق، اتخذت حركتا فتح وحماس موقفاً موحداً من التحريض والعداء الأميركي ــ الإسرائيلي ضد مشروع حكومة الوحدة الوطنية، ورداً على الدعوات التحريضية من وزيرتي الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والأميركية كوندوليزا رايس لعباس باتخاذ قرارات صعبة في شأن علاقته بحماس، والتهديد باستمرار القطيعة الأميركية للحكومة الفلسطينية، فرأت الحركتان أنها “محاولة لخلق فتنة داخلية وعرقلة مسيرة الوحدة الوطنية”.
واعتبر الناطق باسم حماس سامي أبو زهري، في حديث لـ “الأخبار”، هذه الدعوات بمثابة “تحريض على حركة حماس”، وبث الفتنة في الساحة الفلسطينية.
وشاطره الرأي عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، أمين مقبول، الذي رأى أن “الإسرائيليين يحاولون خلق فتنة داخلية”.
ووصفت الحكومة الفلسطينية موقف الإدارة الأميركية بـ “المتعجل وغير المدروس”، وقال الناطق باسم الحكومة غازي حمد إن “الإدارة الأميركية دأبت في سياساتها الخارجية بشأن القضية الفلسطينية على فرض شروط مسبقة واتباع سياسة الابتزاز تجاه الفلسطينيين بهدف تقديم تنازلات لصالح الاحتلال”.
ميدانياً(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)، استشهد الفلسطيني أياد عطوة أبو مر (22 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي خلال توغل لدبابات شرق مدينة رفح. وأوضحت مصادر طبية أن «أبو مر أصيب بعياريين ناريين في الرأس والصدر أمام منزله في المنطقة التي توغلت فيها الدبابات الإسرائيلية وترك ينزف لفترة، إذ منع الجيش الإسرائيلي سيارات الإسعاف من الوصول إليه لمدة ساعتين».
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة صواريخ أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة سقطت على جنوب فلسطين المحتلة. وقال إن هذه الصواريخ التي لم تسبب إصابات أو أضراراً استهدفت جنوب مدينة سديروت.
وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ. وشددت، في بيان لها، على «أن سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها قادة الاحتلال ستقابل بعنفوان وثبات فلسطيني على نهج الجهاد والاستشهاد».
وفي الضفة الغربية، أعلنت حماس أن الجيش الإسرائيلي اعتقل سبعة من قيادييها، بينهم العضوان في مجلس بلدية بيت لحم، حسن صافي وصالح شوكة.
إلى ذلك، استأنفت النيابة العسكرية الإسرائيلية قرار الإفراج عن 18 مسؤولا من “حماس”، الذي أصدرته الثلاثاء محكمة عسكرية مع وقف التنفيذ لمدة 48 ساعة، كما أعلن أحد محاميهم. وبين مسؤولي حماس المعتقلين، رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك وأمين سر المجلس محمود الرمحي ووزير شؤون القدس خالد أبو عرفة ووزير الحكم المحلي عيسى الجعبري ووزير الأوقاف نايف الرجوب والنائب فضل حمدان. ولا يزال 28 مسؤولاً من حماس قيد الاعتقال.
من جهة ثانية، قال ديبلوماسي مصري لوكالة “فرانس برس” إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سيطرح أمام مجلس الأمن الدولي اقتراحاً يقضي بالاتفاق أولاً على الهدف النهائي لعملية السلام أي حدود الدولة الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات حول ترتيبات إقامتها.