القاهرة ــ الأخبار
لم تعد فكرة خروج جمال مبارك من الحزب الوطني بعيدة؛ فالدائرة الضيقة جداً حول ابن الرئيس تتداول الآن فكرة إنشاء حزب جديد باسم «المستقبل»، وتقول إن كوادره جاهزة في جمعية «جيل المستقبل»، التي تضم عضوية كبيرة من الشباب.
الحزب الجديد هو الحل بعد تعثّر خطوات سيطرة مجموعة جمال على الحزب الوطني الحاكم؛ فالمجموعة لها نفوذ، لكن بلا سلطة. وتتلقى كل يوم ضربات موجعة. الحرس القديم يريد الاستمرار فى الحكم. وهذا ما يفسر تصريحات الأمين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف، التي تردد كلها فكرة واحدة: «لا تغيير».
تنفي التصريحات كل ما يقال عن تغيير هياكل الحزب تهيئة لمرحلة جمال مبارك. والشريف يدافع عن موقعه، الذي تسرّبت أخبار عن أنه سيكون من نصيب جمال بعد انتهاء المؤتمر الذي تبدأ أعماله الثلاثاء المقبلإلا أن أحد القياديين الكبار في الحزب أبلغ «الأخبار» أن «الحقيقة ليست كذلك.. وجمال لن يتم تصعيده»، مشيراً إلى أن «الأمور ليست كما تبدو في صحف المعارضة. فمجموعة جمال مبارك تعاني من مواجهة شرسة جداً».
والمجموعة تلقت صدمات ثلاث هذا الأسبوع فقط: الأولى، مع صدور تقرير البنك الدولي الذي عدّته المجموعة «كارثة كبرى» لأنه يضع مصر في المرتبة الرقم 165 في الدول التي تشجع على الاستثمار. وهذه الضربة موجهة إلى وزير الاقتصاد محمود محيي الدين، المقرب جداً من جمال، والذي جاء اسمه مع وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد كنماذج للإصلاحيين الشبان الذين أشاد بهم الرئيس الأميركي جورج بوش في حواره الأخير مع «وول ستريت جورنال».
والحوار نفسه ضربة للمجموعة، بعدما انتشرت في كواليس النظام المصري أن رشيد التقى بوش فى زيارة سرية لم يعلن عنها، ولم يعلم بها حتى الرئيس حسني مبارك.
الضربة الثالثة وجهت إلى رؤساء تحرير الصحف الحكومية المدعومين من مجموعة مبارك الصغير، عندما فشلت محاولتهم فى إنشاء نقابة صحافيين بديلة، بعد أزمة حرب الشتائم على الهواء بين رئيس مجلس إدارة «روز اليوسف» كرم جبر رئيس تحرير «الكرامة» عبد الحليم قنديل.
الضربات الثلاث استغلها الحرس القديم في الإلحاح على الرئيس المصري بأن المجموعة لا تزال صغيرة على الحكم.
المثير أن المجموعة الإصلاحية حاولت أن ترد بالطريقة نفسها على الحرس القديم وروجت أن طريقته في إدارة أزمة القضاة كانت فاشلة.