عبّرت دول عدم الانحياز، التي واصلت امس اجتماعاتها في العاصمة الكوبية هافانا، عن عزمها على أداء دور اكبر على الساحة الدولية، ولا سيما من خلال المطالبة بإصلاح مجلس الامن الدولي، وأعربت بمعظمها عن دعمها لإيران في ملفها النووي.وكان الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قد ظهر اول من امس في صور بثها التلفزيون الرسمي خلال استقباله مندوب الارجنتين ميغيل بوناسو الى قمة عدم الانحياز، التي تفتتح اليوم على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات.
وتناقش القمة مسودة البيان الختامي، الذي يتضمن نقاطاً هامة، لعل ابرزها ما يتعلق بإصلاح مجلس الامن الدولي ودعم حق ايران، التي وصل رئيسها محمود احمدي نجاد امس الى هافانا، في حق امتلاك التكنولوجيا النووية.
ووفق ما جاء في مسودة البيان الختامي المطروحة على القمة، تدعو حركة عدم الانحياز «اسرائيل الى التخلي عن حيازة اسلحة نووية» و«الانضمام الى معاهدات» منع انتشار هذه الاسلحة. كما تدعو الحركة «جميع الدول الاعضاء الى مساندة الجهود الدولية الرامية الى منع الارهابيين من امتلاك اسلحة دمار شامل والصواريخ التي تحملها».
وتوصي القمة «ألّا تكون نشاطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما عمليات التفتيش، خاضعة لضغوط او تدخلات غير محقة»، فيما تؤكد الحركة «مجدّداً حق الدول النامية الثابت في المشاركة من دون اي تمييز في نشاطات بحث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية».
من جهتها، اعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها منوشهر متكي، استعدادها «لتلبية دعوة حركة عدم الانحياز إلى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة مع الدول المعنية لتوضيح المسائل العالقة»، وذلك في خطاب ألقاه في جلسة مغلقة.
وفي النقاط المتعلقة بإصلاح مجلس الامن، طرحت اقتراحات اصلاحية ينص آخرها على ضم ستة اعضاء دائمين جدد الى الخمسة الموجودين حالياً، وهم اليابان والهند وألمانيا والبرازيل وبلدان افريقيان من اعضاء حركة عدم الانحياز، هما جنوب افريقيا ومصر، وهو اقتراح يحظى بتأييد الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان. وتطالب الحركة بإدخال «الديموقراطية» الى المجلس، وبتعزيز سلطات الجمعية العامة للدول الـ193 التي ستنعقد بعد قمة كوبا، وبين اعضائها دول عدم الانحياز.
وقال نائب الرئيس الكوبي مفتتحاً الاجتماع: «على مجلس الامن أن يزيد عدد اعضائه ويعدّل نهج عمله ويزيل الامتياز الجائر والمهين المتمثل بحق النقض». وأضاف أن الارهاب «ليس نتيجة ايديولوجيات متطرفة ينبغي إزالتها بالقنابل والصواريخ» بل «نتيجة الظلم وضحالة التربية والثقافة، والإذلال الذي تعانيه بلدان برمّتها».
من جهة ثانية، ظهر الرئيس كاسترو، الذي يمضي فترة نقاهة بعد عملية جراحية اضطرته إلى التخلي للمرة الاولى منذ 47 عاماً عن صلاحياته لأخيه راوول في 31 تموز، في صور التقطت في غرفة مزودة أجهزة طبية جالساً على السرير أو امام طاولة. وكانت السلطات الكوبية قد ألمحت، من دون أن تؤكد، في برنامج وزّعته، الى أن كاسترو يمكن أن يلقي كلمة افتتاح القمة اليوم أو خطاب الجلسة الختامية الأحد.
وأدلى راوول كاسترو، في هافانا امس، بأول تصريح علني منذ تسلم مقاليد السلطة. وترأس اجتماعاً لمجموعة الخمس عشرة الذي يضم بلداناً تسعى الى التعاون الاقتصادي. وقال راوول، ان «هذه المجموعة ليست غريبة عن حركة عدم الانحياز، فقد أنشئت قبل 17 عاماً بهدف تعزيز التعاون بين الجنوب والجنوب».
(اف ب، رويترز)