strong>اتفاق حماس وفتح ليس نهائياً، بانتظار تبلور موقف دولي واضح يضعه موضع التنفيذ، أو يرفعه عن طاولة البحث، ليضع خيارات أخرى
غزة ــ رائد لافي
واشنطن ــ محمد دلبح

لم يُبعد الاتفاق الفلسطيني على حكومة الوحدة الوطنية، خيار “حل السلطة” عن طاولة البحث، إذا فشلت في تخطّي الحصار الدولي الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية، التي تواصلت أمس على قطاع غزة.
ويرى عضو المجلس الوطني الفلسطيني وأحد قادة حركة فتح في الضفة الغربية، تيسير نصر الله، أن “خيار حل السلطة، سيكون الملجأ الوحيد إذا فشلت حكومة الوحدة، وهذا ما لا يتمناه الجميع”.
وأضاف نصر الله أن “هذه الحكومة يجب أن تنجح وأن يتم توفير كل الظروف لإنجاحها، لأنه لا يوجد أي خيار أمام الشعب الفلسطيني سواها، وإذا ما فشلت فإن ذلك يعني حل السلطة”. ورأى أن “حكومة الوحدة باتت المخرج الوحيد من المأزق الفلسطيني على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية”، مشدّداً على أن “هذه الحكومة مطلب شعبي وضرورة ملحة”.
وفي إطار مفاوضات حكومة الوحدة، قالت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ “الأخبار”، إن حقيبة وزير الشؤون الخارجية في الحكومة سيتولاها، على الأرجح، عضو المجلس التشريعي زياد أبو عمرو. ونفت المصادر نفسها أن يكون قد تم تحديد حجم مشاركة الفصائل الفلسطينية وحصصها، بما فيها حركة حماس، في هذه الحكومة. وأضافت “رغم أن برنامج الحكومة سيرتكز على وثيقة الوفاق، فإن شكل الحكومة المتعلق بهيكليتها لم يحسم بعد، ولا يزال خاضعاً للنقاش. وإن الحكومة ستؤلّف من الكتل البرلمانية في المجلس التشريعي إضافة إلى الكفاءات”.
وتقول المصادر نفسها “إنه رغم الضغوط التي مورست على حركة حماس لإعلان التزامها الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، كما تطالب الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن أقصى ما قدمته حماس هو التوصل إلى اتفاق على وثيقة سياسية باللغة الانكليزية تنص على تأييد الحكومة لمبادرة سياسية يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترتكز على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما تؤكد احترام الحكومة لالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية تجاه الاتفاقات الدولية التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني”.
ميدانياً، وفي إطار عدوان “أمطار الصيف”، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً سكنياً مكوناً من أربع طبقات في مدينة رفح، بعدما أمهلت مالكه الفلسطيني خالد قشطة نصف ساعة فقط لإخلائه، قبل قصفه بصاروخ حملته طائرة حربية من طراز “اف 16”، بدعوى أن تحته نفقاً يربط بين شطري المدينة الفلسطيني والمصري على جانبي الحدود.
وتوغلت نحو عشر دبابات وجرافتان عسكريتان إسرائيليتان لمسافة 500 متر تقريباً بالقرب من خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، في بلدة بيت حانون، شمال القطاع، وباشرت حملة جرف واسعة للأراضي الزراعية، وسط اطلاق نار كثيف أصيبت خلاله الفلسطينية غيداء الآغا (28 عاماً) بعيار ناري في الكتف.
وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي بأن فلسطينيين أطلقوا أربعة صواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب فلسطين المحتلة. وأوضح المصدر أن هذه الصواريخ لم تسبب اصابات أو اضراراً، وسقط احدها في محيط مدينة سديروت (24 الف نسمة).
إلى ذلك، شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، على ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تأليفها. ونقلت وكالة “نوفوستي” عن لافروف قوله، في مقابلة أجرتها معه قناة “فيستي ــ 24” الإخبارية الروسية: “أرى أنه يتعين علينا أن نعمل كل شيء من أجل تعزيز هذا الاتفاق (على تأليف حكومة الوحدة)، ودعم التحرك في الاتجاه الصحيح، ومن ثم السعي إلى تحقيق التنفيذ الكامل للشروط التي قدمتها لجنة الوساطة الرباعية”.
وشدد لافروف على أهمية هذا الاتفاق لأنه تزامن مع تحقيق إجماع على توفير الأرضية السياسية للحكومة، الذي تضمّن خــــطــــوات عملــــية لقبـــول الشــــروط المهــــمة الـــتـــي طـــرحتـــها لـــجنـــة الوســـاطة الربــــاعــــية.
وأشار إلى أن تحقيق هذا الاتفاق جاء نتيجة لعمل كبير مع حماس، بما في ذلك من جانب روسيا. ورأى أنه ليس من الصواب توقع نتائج سريعة.