رأى المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا علي صدر الدين البيانوني أمس، أن بلاده لا تواجه مشكلة طائفية، متهماً النظام بافتعال هذه المشكلة ومحاولة «الاحتماء والتستر خلف الطائفة العلوية»، مشدداً على أن جماعته لا تصرّ على خيار المقاومة لتحرير الأرض.وقال البيانوني، في مقابلة مع «يونايتد برس إنترناشونال» على هامش انعقاد اجتماع الامانة العامة لـ«جبهة الخلاص الوطني» في العاصمة البلجيكية بروكسل: «ليست هناك في سوريا مشكلة طائفية، لكن النظام هو الذي افتعل هذه المشكلة وحاول أن يحتمي ويتستر خلف الطائفة العلوية، ونحن نعتقد أن الطائفة العلوية بريئة من هذا النظام ومن جرائمه التي طاولت كل مكوّنات المجتمع السوري».
وأشار البيانوني الى أن المشروع السياسي في جماعة «الإخوان» (المعارضة المحظورة) يسعى إلى إقامة دولة مدنية، مضيفاً: «صحيح نحن نرى أن مرجعية هذه الدولة هي الإسلام، لأن مشروعنا في الأصل مشروع إسلامي، لكن حتى الدولة الإسلامية في فهمنا لها هي دولة مدنية لا دينية بالمفهوم الثيوقراطي الغربي المعروف». وأضاف «مشروعنا للتغيير في جبهة الخلاص مشروع شعبي يعتمد على السوريين أنفسهم، وهو مشروع وطني، صحيح أن هناك عقبات الآن تحول دون الاتصال المباشر بعدد من القوى والشخصيات العاملة في هذا الميدان داخل سوريا، لكننا وضعنا آليات واتفقنا على صيغ عديدة من أجل التواصل».
وسُئل البيانوني عن التصريحات التي نُقلت عنه وأبدى فيها استعداد جماعة «الإخوان» في سوريا للتفاوض مع إسرائيل وأثارت جدلاً واسعاً، فأجاب: «الحقيقة أن الزوبعة التي أثيرت حول تلك التصريحات كانت مفتعلة، لأن الحديث عن التفاوض مع إسرائيل، في هذا الظرف بالذات الذي ترفض فيه إسرائيل أي حوار وأي سير نحو الحل السياسي التفاوضي، وهي مستمرة في عدوانها على الشعب الفلسطيني واعتدت أخيراً على الشعب اللبناني».
وقال البيانوني: «نحن، ومن حيث المبدأ، لا نصرّ على خيار المقاومة، ونرى أنه ليس الخيار الاستراتيجي الوحيد، ونعتقد أنه إذا أمكن تحرير أراضينا بأي وسيلة سياسية، سواء من خلال تطبيق مبادئ الشرعية الدولية أو من خلال التفاوض، فليس هناك مشكلة».
من ناحية أخرى، تعهدت «جبهة الخلاص» التي تضم النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، في بيان أصدرته أمس بعد انتهاء أعمال دورة انعقادها الثالثة في بروكسل، المضي في طريقها لتحقيق «التغيير الوطني الديموقراطي السلمي وبناء سوريا الدولة المدنية الحديثة لجميع مواطنيها»، ودانت «التوجهات التي يبذلها النظام في بلادها لإخراج سوريا من دائرتها العربية والانتقال إلى دائرة أخرى بالتحالف مع إيران».
(يو بي آي)