القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
تعيش القاهرة حالياً هاجساً أمنياً متعدد الأطراف؛ فمخاطر التفجيرات الإرهابية التي شهدتها سيناء في الأشهر الماضية، عادت لتلقي بظلالها على المشهد الأمني المصري، بعد معلومات من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، إضافة إلى المعلومات عن سرقة متفجرات وهروب معتقلين أمنيين في القاهرة، وهو ما استدعى إجراءات أمنية أثارت استغراب سكان العاصمة المصرية، الذين لم يُبَلَّغوا بعد برفع درجة التأهب الأمني.
فقد لاحظ سكان القاهرة أمس ارتفاع درجة الكثافة الأمنية على محطات مترو الأنفاق، وخصوصاً تلك الموجودة في وسط العاصمة؛ إذ أحاطت الكلاب البوليسية بمداخل المحطات، حتى إن قوات الأمن في ساعات الظهيرة، حيث ذروة استخدام المحطات، اعتمدت التفتيش الذاتي للركاب.
والإجراءات التي كانت مثار دهشة ركاب تلك الساعة المزدحمة في القاهرة لم تكن مبررة ولا معلناً عنها. لكن مصادر في وزارة الداخلية قالت إن السبب يرجع إلى وصول معلومات عن عملية إرهابية في مترو الأنفاق، يقوم بها اثنان من بين خمسة استطاعوا الهرب أثناء الترحيل من مقر مباحث أمن الدولة إلى السجن.
واعتقلت أجهزة الأمن ثلاثة من بين الهاربين، ولا يزال اثنان يتنقلان بحرية ويخططان لعمليات إرهابية في القاهرة، وهو ما يسبب توتراً كبيراً لقوات الشرطة، وخصوصاً بعد اكتشاف سرقة متفجرات وديناميت من أحد المحاجر في جبل «اللبق» في منطقة الحسنة وسط شبه جزيرة سيناء.
وربطت أجهزة الأمن بين سرقة المتفجرات وهروب أعضاء التنظيم. وفي الوقت الذي تبحث فيه قوات كبيرة عن خمسة من تنظيم «القاعدة»، أبلغت الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) الأجهزة المصرية أن الهاربين تسللوا إلى سيناء لتنفيذ عملية إرهابية ضد منتجعات سياحية فى شرم الشيخ.
ورغم أن المصدر الأمنى لم يعلن عن هوية التنظيم، الذي ينتمي إليه الهاربون في القاهرة، إلا أن من المتوقع أن يمتد رفع درجة الأمن القصوى المعروفة باسم «الحالة ج» إلى العاصمة. وهكذا يكون تهديد «القاعدة» في مصر قد امتد الآن، من الإسكندرية إلى سيناء مروراً بالقاهرة.