strong>اتهامات بين “فتح” و“حماس” وعباس يطالب بوش بمؤتمر دولي للسلام
غزة ــ رائد لافي

لم تكتمل فرحة الفلسطينيين بالاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية، حتى طفت الخلافات مجدداً إلى السطح، وهو ما علّق المفاوضات بهذا الشأن إلى أجل غير مسمى، في خطوة تزامنت مع تصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس، فيما توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، ليطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني والمتحدث باسم حركة فتح، أحمد عبد الرحمن، إن “الرئيس قرر تجميد البحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية حتى عودته من نيويورك”. وأضاف: “لا يمكن أن يكون هناك رئيس حكومة مرشح للحكومة الجديدة ويقول لا أؤمن بالاتفاقات. لا بد أن يكون هناك إدراك لخطورة الوضع الفلسطيني ولدقته”.
وفي هذا السياق، أعلن المستشار الإعلامي لعباس، نبيل عمرو، إن «تشويشاً لافتاً للنظر وقع أثناء قيام عباس بجهود لتأمين القبول الدولي بحكومة الوحدة، حيث صدرت تصريحات متعددة من قبل شخصيات قيادية في حماس تعلن عدم استعداد حكومة تؤلفها حماس لاحترام التزامات منظمة التحرير واتفاقاتها».
وكان عبد الرحمن وعمرو يشيران إلى إعلان رئيس الحكومة إسماعيل هنية أول من أمس أن الحكومة لن تعترف بالاتفاقات الموقعة بين السلطة وإسرائيل.
ورد هنية على تصريحات عمرو ليعلن “تأجيل” المفاوضات بدل “تجميدها”. وقال إن “المحادثات ستتوقف فقط خلال فترة حضور عباس اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
ورأى هنية أن التصريحات التي صدرت عن بعض الشخصيات الفلسطينية المتعلقة بتجميد المشاورات هي تصريحات “ممن لا يروق لهم تشكيلها”. وحاول رئيس الوزراء الفلسطيني، من خلال النفي، أن يبث الأمل في النفوس. وقال: “أريد أن أؤكد لجميع الأطراف أنه ليس ثمة تراجع، وهناك اتفاق بيني وبين الرئيس عباس على استئناف المحادثات بعد عودته”.
الموقف نفسه ورد على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الذي نفى ما تردد عن تجميد إجراءات تشكيل حكومة الوحدة. وقال: “تم التوافق على تأجيل إجراءات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى حين عودة عباس من زيارته إلى نيويورك”.
واتهم المتحدث الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية، صلاح البردويل، عدداً من المسؤولين الفلسطينيين “المحسوبين على حركة فتح” بالسعي إلى وأد حكومة الوحدة في مهدها. وقال: “نحن نستغرب تصعيد الأمر من بعض الشخصيات التي لا ترغب أساساً في حكومة وحدة وطنية وهمّها الوحيد التشويش ووضع الأسافين في العلاقة”.
وفي دمشق، شدد مبعوث الرئيس الفلسطيني، أحمد قريع، على أن المشاورات الفلسطينية مستمرة لتأليف حكومة الوحدة. ونقل عن عباس وصفه للأجواء في هذا الإطار بأنها “إيجابية”.
وكان قريع قد سلّم أمس رسالة من عباس إلى الرئيس السوري بشار الأسد، لم يكشف عن مضمونها. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد “بحث مع قريع تطورات الحوار الفلسطيني والمشاورات الجارية لتأليف الحكومة الفلسطينية الجديدة”.
وفي شكل آخر للخلاف، اتهمت فتح ناشطين من حماس باغتيال مسؤول العلاقات الدولية في جهاز المخابرات العامة الفلسطيني العميد جاد التايه وأربعة من رفاقه الجمعة الماضي. وقال المتحدث باسم فتح في قطاع غزة، ماهر مقداد، لـ “الأخبار”، إن مجموعة من عناصر حركة “حماس”، بينهم أعضاء من القوة التنفيذية التي شكلتها وزارة الداخلية أخيراً، مشتبه بهم في تصفية العميد التايه والضباط الأربعة في جهاز المخابرات العامة. وقال إن فتح سلمت الحكومة الفلسطينية ووزير الداخلية سعيد صيام رسالة تتضمن أسماء المشتبه بهم، مطالبة باعتقالهم والتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة. وطالب حماس “بتسليم المشتبه بهم الواردة أسماؤهم في الرسالة”.
وغادر عباس أمس، مدينة رام الله إلى عمان، التي سينطلق منها إلى نيويورك حيث سيلتقي بوش بعد غد الأربعاء، على أن يلقي خطابه أمام الجمعية العامة، الخميس المقبل.
وساهمت واشنطن في تعزيز حالة القلق التي سيطرت على الفلسطينيين في أعقاب التصريحات عن “تجميد” المشاورات في شأن الحكومة، عبر دعوتها الرئيس الفلسطيني إلى إعادة النظر في علاقاته مع حركة حماس، وهو ما دفع إلى الربط بين الزيارة والتجميد.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن عباس سيجري محادثات مع بوش على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني يعتزم أن يعرض على بوش أفكاراً للمساعدة في إحياء «خريطة الطريق». وأضاف أن عباس يعتزم أيضاً الاجتماع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية في نيويورك.
وقال ديبلوماسيون فلسطينيون في عمان أمس إن عباس سيدعو خلال لقائه بوش إلى تنظيم مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة.