صنعاء ــ أبو بكر عباد
أنهى مرشحو الرئاسة في اليمن حملاتهم الانتخابية بعدما صبّت كل الأطراف الحاكمة والمعارضة اتهاماتها على الطرف الآخر، وكادت ان تدخل بذلك موسوعة الارقام القياسية في عدد الاتهامات التي وجهت خلال الأسابيع الماضية.
ولم يسلم المشهد اليمني أيضاً خلال فترة الحملة من تداخلات دراماتيكية تمثلت في مقتل 51 شخصاً في مهرجان الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) في محافظة إب الأسبوع الماضي، وخطف رهائن اجانب شرق اليمن لأسباب قبلية، وعملية ارهابية كان تنظيم «القاعدة» النجم الوحيد فيها.
وحرص مرشح الحزب الحاكم، الرئيس علي عبد الله صالح، على ان تكون العاصمة مسرحاً لآخر حملاته الانتخابية، فسخَّر لمهرجانه امكانات الدولة التي يحكمها، واستطاع ان يؤثر في قرار اللجنة العليا للانتخابات لإقامة حشده الاخير في «ميدان السبعين» في قلب صنعاء، بحجج روَّج لها مسؤول قطاع الإعلام في لجنة الانتخابات عبر القول إن الحشود ستكون كبيرة، وهذا قد يؤدي إلى سقوط ضحايا شبيهة بما حدث في إب، وإنه لا يوجد مكان بديل يتسع للجموع المتوقع حضورها. وقال هذا المسؤول: «من أجل الحفاظ على أرواح الناس ودمائهم، وافقت لجنة الانتخابات على عقد مهرجان مرشح الحزب الحاكم في ميدان السبعين»، الذي سبق أن رفضت اللجنة اقامة مهرجان مرشح المعارضة فيصل بن شملان فيه بحجج أمنية.
وفي حشد قدّرته مصادر الحزب الحاكم بقرابة مليوني مواطن، وشكك فيه مراقبون آخرون، رأى صالح أن يوم الاستحقاق الرئاسي يوم «النصر العظيم الذي ستبيضّ فيه الوجوه». وقال «يوم العشرين من أيلول تبيضّ وجوه وتسْوَدّ وجوه، إنه يوم للنصر العظيم على قوى الردة والانفصال وإفشال مخططاتها».
ودعا صالح الحشود الى «توجيه رسالة قوية وطيبة من خلال التصويت بنعم للأمن والاستقرار والاعتدال والوسطية والديموقراطية والحرية، ولا للقوى الظلامية».
في المقابل، طالب بن شملان، في دعوة سلمية وصفها المراقبون بالرغبة في التأثير على الشارع وامتصاص الاحتقان الذي بات يسيطر عليه، جميع الناخبين اليمنيين بأن يجعلوا يوم الاقتراع «آمناً وسلمياً لا مظاهر فيه للأسلحة ولا مظاهر للفتن». وقال «عليكم أن تضبطوا أنفسكم مهما كانت النتائج. يجب أن تنشروا المحبة والتسامح ويتحمل بعضكم بعضاً لتخرجوا من هذا الجمود الى التغيير المنشود».
وفي آخر مهرجانات أحزاب «اللقاء المشترك»، الذي جرى في محافظة البيضاء جنوبي صنعاء، شدد بن شملان على «حتمية التغيير وضرورة التطلع إلى الغد الافضل»، داعياً جميع اليمنيين الى المشاركة بفاعلية في الانتخابات الرئاسية والمحلية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، امس، أن أحد مرشحي الرئاسة، ياسين عبده سعيد، انسحب من السباق وأعلن تأييده للرئيس صالح الذي بات الآن يواجه ثلاثة مرشحين، هم فيصل بن شملان وفتحي العزب وأحمد عبد الله المجيدي.
والتزمت الحكومة اليمنية اتخاذ اجراءات وتدابير أمنية صارمة لضمان أجواء انتخابية آمنة ومستقرة يوم الاستحقاق، فيما لفت رئيس مجلس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال الى أن الحكومة ستلتزم في الوقت نفسه التعاون الكامل مع اللجنة العليا للانتخابات لضمان النجاح المنشود للانتخابات الرئاسية والمحلية، من دون أي تدخل من تلك الاجهزة سواء كانت اعلامية أو أمنية.
ومع هذه التصريحات الحكومية الصارمة، قال مصدر أمني في محافظة ابين جنوب شرق صنعاء، لـ«الأخبار»، إن طفلاً قتل في انفجار قنبلة استهدفت مقر الحزب الحاكم في عاصمة المحافظة، موضحاً أن القنبلة قذفت تجاه احدى نوافذ مقر الحزب. و لم يستبعد المصدر أن تكون هناك دوافع سياسية وراء الحادث، مشيراً الى أن تحقيقاً فتح لبحث دوافع الحادث.