strong> لا يبدو أن نزيف الدم العراقي سيتوقف في الأفق المنظور، برغم كثرة المبادرات وتوالي الخطط الامنية، فيما جميع الأطراف مشغولة بالسجال الداخلي حول الفدرالية
كاد اليوم العراقي أن يكون امس أمنياً بامتياز، لولا بوادر اتفاق بين الكتل البرلمانية الأساسية على تأليف لجنة لإعادة النظر في الدستور، والشروع بقراءة مسودة مشروع الائتلاف العراقي الموحد حول آليات تشكيل الأقاليم وإجراءاتها.
وشمل المشهد الأمني مختلف مناطق العراق، من شرقه الى غربه ومن جنوبه الى شماله، حيث قُتل ما لا يقل 25 عراقياً وأصيب عدد مماثل بجروح في انفجار قنبلة في سوق في مدينة تلعفر، فيما ذكرت الشرطة العراقية في الموصل القريبة، أن الانفجار ناجم عن تفجير انتحاري.
وفي الرمادي، سقط 30 عراقياً بين قتيل وجريح في تفجير انتحاري استهدف مركــــز «الحــــرية» للتــــطوع في الشــــرطـــة الــــــــعراقــــيــــة غــــربي المـــــــدينـــة.
وقُتل 28 شخصاً في هجمات متفرقة في الموصل والبصرة والكوت وبغداد، حيث عثرت الســـلطات العراقية على 14 جثة، عليها آثار تعذيب.
في هذا الوقت، أقرّ رؤساء كتل برلمانية عراقية أمس اتفاقاً، قدمه الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني، يتضمن تأليف لجنة لإعادة النظر في الدستور، والبدء بالقراءة الاولى لمسودة مشروع قدمه الائتلاف عن «آليات وإجراءات» تشكيل الاقاليم.
وقال أحد قادة المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، جلال الدين الصغير، إن «النتائج ايجابية، وكدنا أن نصل الى اتفاق لولا جبهة التوافق (السنية)، التي طالبت بمنحها مهلة يوم واحد» تنتهي مساء اليوم.
وأضاف الصغير «اتفق المجتمعون على مشروع يتضمن تأليف لجنة اعادة النظر في الدستور، والشروع بالقراءة الاولى لتشكيل قانون الاقاليم مع النظر في المسودات المقدمة في هذا الخصوص»، في اشارة الى مسودات قوانين قدمتها جبهة التوافق وحزب الفضيلة.
وكان مصدر في الائتلاف قد اعلن أن الاجتماع سيكون «حاسما»، متسائلاً «هناك مواثيق سياسية وقع الجميع عليها فلماذا لا تحترم بعض الاطراف تواقيعها؟»، في اشارة الى مطالبة النواب السنة بتعديل الدستور بالرغم من توقيعهم عليه بعد صياغته. وقال المصدر نفسه إن «تطبيق الفدرالية، حتى لو تم الاتفاق عليه الآن، سيستغرق ما لا يقل عن اربع سنوات حدّاً ادنى».
وكان حزب الفضيلة قد قدم أمس مسودة مشروع تنص على أن «تشكل كل محافظة إقليماً». وأوضح المتحدث باسم الفضيلة كريم اليعقوبي أن «مشروع الحزب يطمئن الاطراف السياسية ويزيل مخاوفها، كما أنه يحقّق التخلص من السقف الزمني، وفقاً للدستور، وعدم اضاعة الفدرالية، فضلاً عن أنه مشروع وطني لا صبغة طائفية له».
الى ذلك، علّقت الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي حضور الجلسات، بعدما دهم الاحتلال الأميركي دار النائب عن الكتلة زينب كريم جبوري.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)