صوّب النواب الشيعة في العراق أمس في اتجاه الاحتلال الأميركي والحكومة العراقية، وطالبوا بـ«تحديد دور القوات المتعددة الجنسيات» قبل نهاية العام، وانتقدوا دور وزارتي الدفاع والداخلية اللتين «لا تبذلان أي مجهود لوقف عمليات القتل»، في وقت اعتبر رئيس البرلمان محمود المشهداني ان المطالبة بإنهاء الاحتلال قبل «الصلح الشعبي، أجندة غبية».في هذا الوقت، قررت الحكومة العراقية عزل رئيس المحكمة الجنائية العليا، المكلفة محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين، القاضي عبد الله العامري، بعدما فقد «حياده» إثر قوله في جلسة سابقة إن صدام «ليس ديكتاتوراً».
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن المحكمة «وافقت على استبدال عبد الله العامري بقاضٍ جديد»، فيما رفعت المحاكمة الى اليوم بعد إدلاء شهود أكراد جدد بإفاداتهم.
وطالب النائب عن الائتلاف العراقي الموحد عبد الكريم العنزي البرلمان العراقي بأن يقوم «بإعداد مشروع ينظم العلاقة مع القوات المتعددة الجنسيات في العراق، وينقل كامل العمليات والحركات العسكرية في العراق الى القائد العام للقوات المسلحة العراقية، قبل نهاية العام الجاري».
وينص قرار الامم المتحدة 1564، الذي ينظم وجود قوات الاحتلال في العراق، على تمديد فترة بقائها كل ستة أشهر، على ان يتم هذا الامر بطلب من الحكومة العراقية.
وقال النائب عن الائتلاف هادي العامري «اذا لم تستطع الحكومة تقديم تصوراتها (حول قرار مجلس الامن الرقم 1564)، فإن بإمكان مجلس النواب تقديم مثل هذه التصورات، وخلق مسودة قانون لكيفية التعامل مع القرار الدولي».
بدوره، اعتبر النائب عن الائتلاف حيدر العبادي أن «الجثث تُلقى في بغداد كل يوم، بينما يقف قادة العراق مكتوفي الأيدي»، مضيفاً أنه «لا يوجد أي دليل على أن وزيري الدفاع والداخلية يبذلان أي مجهود لوقف عمليات القتل».
أما المشهداني، فقال من جهته، في مؤتمر صحافي، إن «هناك من يطالب الآن بإنهاء الاحتلال، وهو هدف شامل وغاية عظمى، لكن ينبغي على مجلس النواب ان ينتبه الى ان الصلح الشعبي هو المقدم أولاً، إذ كيف لنا ان نطلب من عدونا ان يرحمنا ولا يرحم بعضنا بعضاً، فما هذه الأجندة إلا أجندة غبية».
وأضاف المشهداني أن «بعض المواطنين لا يستطيعون الذهاب الى منازلهم لأنهم من الطائفة الفلانية، ثم يهجّرون عنوة بسبب هؤلاء البائسين (المسلحين) الذين يُدارون بأجندة خبيثة، ليست بعيدة عن حدودنا العربية، فالعدو الذي قام بمهاجمة أهلنا في لبنان، هو الذي يخطط لمثل هذا العمل هنا».
وتابع المشهداني «بدأت الآن المرحلة الثانية من المخطط، وهي الاحتراب الداخلي الطائفي، وبدأ أبناء الطائفة الواحدة يتقاتلون، كما يحدث في الأنبار والديوانية ومحافظات أخرى»، معتبراً أن «هذا مؤشر خطير إلى ان المخطط الخبيث يريد للنسيج العراقي الواعد ان يتفتت كلياً».
الى ذلك، أعلن عضو الائتلاف رضا جواد تقي تأجيل القراءة الاولى لقانون تشكيل الأقاليم «الى إشعار آخر، إلى حين ايجاد صيغة توافقية ترضى عنها كل الأطراف، وحسم موضوع تأليف لجنة تعديل الدستور».
وفي واشنطن، أعلن قائد القيادة الأميركية الوسطى جون أبي زيد أن الجيش الأميركي «قادر على القيام بمهماته في الشرق الأوسط، ولا حاجة إلى طلب ارسال مزيد من القوات الى العراق».
ميدانياً، قُتل 40 عراقياً وأصيب 39 بجروح في هجمات متفرقة في المحمودية وبغداد والبصرة، حيث قتل الاحتلال البريطاني قيادياً في جيش المهدي، بعدما تعرض «للتعذيب في قاعدة عسكرية بريطانية»، بحسب نائب عن التيار الصدري.
وكانت قوات الاحتلال البريطانية قد خاضت اشتباكات في البصرة مع مقاتلين من جيش المهدي أسفرت عن اصابة جندي بريطاني بجروح، فيما لقي أربعة جنود أميركيين مصرعهم في حادثين منفصلين في بغداد.
وتعرضت قوات الاحتلال الأميركي لسلسة هجمات في الموصل وهيت والديوانية، أسفرت عن تدمير عدد من الآليات.

(الأخبار، يو بي أي، أ ب، أ ف ب، رويترز)