حظي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في نيويورك أمس، بإشادة جديدة من الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي شدد له على “رؤيته” بشأن الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، من دون أن تغيّر هذه الرؤية شيئاً على أرض الواقع، الذي شرحه رئيس السلطة لسيد البيت الأبيض، وتلقى في المقابل شرحاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك حول “مبادرته” للشرق الأوسط.وخاطب الرئيس الأميركي أبو مازن، خلال اجتماعهما في فندق والدورف استوريا في نيويورك، قائلاً “في خطابي في الأمم المتحدة، قلت إنك رجل سلام تؤمن بحل الدولتين، وبعد محادثاتنا أؤكد ذلك مرة أخرى”.
أضاف بوش”أنا أؤمن أيضاً بأن أفضل طريقة لجلب السلام الى الأرض المقدسة هي قيام دولتين ديموقراطيتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب”. وتابع “قلت في خطابي أمس (الثلاثاء) إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون ذات أراض متكاملة، وأنا أؤمن بشدة بذلك. وقلت أيضاً إن واحداً من الأهداف الكبيرة لإدارتي هو تحقيق هذه الرؤية. وأنا أفهم بشكل كامل أنه في سبيل تحقيقها يجب أن يكون هناك قادة يتكلمون جهاراً ويعملون باسم الشعب الذي يتوق إلى السلام، وأنت واحد من هؤلاء القادة”.
أضاف بوش “لا أستطيع توجيه الشكر الكافي إليك على الشجاعة التي أبديتها. وأؤكد لك أن حكومتنا تريد العمل معك”. وأردف قائلاً “أنت قادر على إيصال هذه الرؤية التي يتوق إليها الكثير من الفلسطينيين. وهذا مجتمع يمكن أن يربوا فيه أطفالهم بسلام وأمل. وأنا أعرف أن هذا المجتمع ممكن”.
بدوره شكر عباس بوش “على حديثه عن المسألة الفلسطينية ورؤيته للدولتين في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وقال إنه “تحدث إلى بوش عن الوضع في الأراضي الفلسطينية والمصاعب التي يواجهها الشعب الفلسطيني”. وأشار إلى “أن أكثر من 70 في المئة من الفلسطينيين يؤمنون بحل الدولتين”.
وأكد الرئيس الفلسطيني للرئيس الاميركي أن الفلسطينيين في حاجة ماسة إلى مساعدته.
بيد أن بوش لم يشر إلى قضية المساعدة الأميركية للفلسطينيين. كما لم يتطرق الى جهود عباس الرامية الى تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، عقب اجتماع الرئيسين الأميركي والفلسطيني، إن إدارة بوش لم تغيّر “القواعد الأساسية”، التي تقوم على أن المساعدة الأميركية مرهونة باعتراف الحكومة الفلسطينية بإسرائيل وتخليها عن العنف والاعتراف بالاتفاقات الموقعة سابقاً بين السلطة واسرائيل.
وقبل ساعات من اجتماع عباس وبوش، رفض رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، في تصريحات في غزة، شروط اللجنة الرباعية. وقال هنية، في كلمة أمام المئات من مؤيديه من الموظفين في القطاع العام، “قالوا لنا إن هناك شروطاً مفروضة على الشعب الفلسطيني وهي الاعتراف بالاحتلال وأن ننبذ المقاومة وأن نلتزم بالاتفاقات”.
وتابع هنية “ونحن نقول لهم ... نحن نستند الى وثيقة الوفاق الوطني التي لا تقر بشرعية المحتل والتي تؤكد شرعية المقاومة وتترك المساحة السياسية واسعة أمام ألوان الطيف السياسي لتحدد رؤيتها من الاتفاقات الموقعة”.
وقال المتحدث باسم الرئيس الفرنسي، جيروم بونافون، إن شيراك “تحدث (مع عباس) عن اقتراحه لعقد مؤتمر دولي بتشجيع من اللجنة الرباعية يخصص لتحديد الضمانات التي يمكن ان تقدمها المجموعة الدولية لاتفاق بين الطرفين”.
وأوضح ديبلوماسي فرنسي أنها ضمانات أمنية بشكل أساسي تقدم الى الإسرائيليين والفلسطينيين، على شكل وجود دولي على سبيل المثال، لكنها لا تعني في أي شكل من الأشكال فرض بنود اتفاق على الطرفين.
وقال المتحدث الفرنسي إن شيراك “أكد دعم فرنسا الفعال لمساعي عباس لتأليف حكومة وحدة وطنية”، وشدد على أن “الوقت حان لرفع الحصار الإسرائيلي” عن غزة، وأن “تحول إسرائيل الى الفلسطينيين الرسوم” التي تقتطع على الحدود.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)