توقع الاحتلال الأميركي للعراق أمس تصاعد عمليات القتل الطائفية في هذا البلد خلال شهر رمضان، نافياً أن تكون الشرطة العراقية ضالعة في هذه الأعمال، التي حصدت، بحسب الأمم المتحدة، حوالى 6600 شخص خلال شهري تموز وآب الماضيين، في وقت اشتكى فيه مسؤولون أميركيون من ادارة رئيس الوزراء نوري المالكي لحكومته.وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال، وليام كالدويل، في مؤتمر صحافي، إن "العنف يتصاعد في رمضان عادة، ونتوقع زيادة أعداد المقاتلين الذين سيتسللون خلال هذا الشهر"، مضيفاً إن "عدد المعتقلين من المقاتلين الأجانب، منذ مطلع عام 2005، بلغ 630، من 25 بلداً، وخصوصاً من السعودية ومصر وسوريا والسودان أوقفتهم القوات العراقية والتحالف".
وأشار كالدويل الى أن القوات العراقية قامت، بالتعاون مع الجيش الأميركي، بـ" 600 عملية موجهة ضد تنظيم القاعدة، وفرق الموت في بغداد، والمناطق الأخرى خلال الفترة الماضية"، أضاف إن "رئيس الوزراء نوري المالكي سيعلن إجرءات عديدة اضافية في الخطة الأمنية في بغداد خلال الأيام المقبلة".
في هذا السياق، قال الضابط الأميركي المسؤول عن تدريب الشرطة العراقية جوزيف بيترسون، في مؤتمر صحافي، "كانت هناك كثير من المزاعم بأن فرق الإعدام لم تأت من قوات وزارة الداخلية وحسب، بل إن وزارة الداخلية هي التي تنظمها"، مضيفا "لم نصل إلى نتيجة تربط أي موظف في وزارة الداخلية بأعضاء وقادة فرق الإعدام التي تابعناها. وهذا يبدو منافيا للمزاعم الأولية التي كانت تتهمهم".
وأوضح بيترسون أن معظم أفراد "فرق الإعدام" ينتمون لمنظمات مستقلة عن وزارات الأمن العراقية، مشيرا الى أن "غالبية الأفراد الذين أمسكنا بهم ينتمون إلى تنظيمات، منها بالتأكيد جيش المهدي».
ونفى بيترسون أن تكون منظمة بدر، الذراع العسكرية للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، "ضالعة في فرق القتل".
الى ذلك، أفاد تقرير لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 3590 شخصا قُتلوا في تموز، في حين لقي 3009 شخصاً مصرعهم في آب خلال هجمات ضد المدنيين.
وأشار التقرير الى اصابة 8102 عراقيا بجروح في الفترة نفسها.
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن سياسيين عراقيين ومسؤولين غربيين قولهم إن المالكي، بعد مرور أربعة أشهر على توليه السلطة، "أخفق في اتخاذ إجراءات فاعلة لإنهاء العنف المذهبي في العراق، لأن مثل هذه الإجراءات تزعج المتطرفين الشيعة في ائتلافه الحكومي، وهم يسيطرون على ميليشيات أشبه بالجيوش الخاصة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن بعض الأحياء السنية محرومة عمداً الخدمات، ما يعزز تدني الثقة بالحكومة، التي يسيطر عليها الشيعة.
ميدانياً، قتل 30 عراقيا وأصيب العشرات في هجمات في تكريت وبعقوبة والديوانية وسامراء وبغداد، حيث تم العثور على 35 جثة، تحمل آثار تعذيب.
وأعلن الاحتلال الأميركي مصرع ثلاثة من جنوده في هجمات في بغداد.
وأقرّ الجندي البريطاني دونالد باين أمس بارتكابه "جريمة حرب" ضد سجناء عراقيين في البصرة، حيث قال إنه "كان يستمتع بتعذيب سجنائه".
وفي نيويورك، ربط بوش، خلال لقاء مع الرئيس العراقي جلال الطالباني، استمرار الدعم الاميركي للعراق بمدى رغبة القادة العراقيين في "التصدي للتحدي الذي تواجهه" بلادهم.
وبحث طالباني وبوش ملفات "القضاء على فرق الموت والميليشيات، ومهمة تدريب قوات الشرطة، والثروة النفطية في العراق".

(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)