البشير: عروض للتطبيع مع إسرائيل مقابل طي ملف الإقليممدد الاتحاد الأفريقي أمس، فترة عمل قواته في منطقة دارفور حتى 31 كانون الاول المقبل، بعدما كانت الخرطوم أعلنت قبول هذا التمديد، في وقت كشف فيه الرئيس السوداني عمر البشير تلقيه عروضاً للتطبيع مع إسرائيل في مقابل طي ملف دارفور، الذي اثاره أكثر من زعيم دولي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما سيكون أيضاً محور لقاء بين البشير والرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة.
وأعلن رئيس بوركينا فاسو بليز كامباوري، بعد قمة لزعماء دول الاتحاد في نيويورك، أن مجلس السلام والامن في الاتحاد الأفريقي قرر تمديد مهمة القوات الأفريقية في دارفور حتى كانون الأول المقبل، وتعزيزها بالاعتماد على مساهمات الدول الافريقية ودعم لوجستي ومادي من المنظمة الدولية وتمويل من الجامعة العربية.
كما أطلق المجلس نفسه نداءً إلى كل الأطراف بضرورة احترام اتفاق أبوجا للسلام، داعيا الأطراف التي لم توقعه الى القيام بذلك. ودعا أيضا الى تفعيل المباحثات بين الامم المتحدة والسودان لتسهيل عملية نقل المهمات من قوة الاتحاد الافريقي إلى القوات الدولية، التي ترفض الخرطوم بشدة نشرها.
إلى ذلك، قال الرئيس السوداني إنه رفض قبول عروض من جهات لم يسمها لتجاوز أزمة دارفور في مقابل التطبيع مع اسرائيل. ورفض البشير، في حديث لصحيفة «الرأي العام» الصادرة في الخرطوم، أن يفصح عن طبيعة هذه العروض أو الجهات التي تقدمت بها، واكتفى بقوله «إن السودان رفض هذه العروض بشكل قاطع».
وشكك البشير في دوافع إرسال قوات دولية إلى دارفور، معتبرا أن تشدد المجتمع الدولي «حيال قضية استبدال قوات الاتحاد الافريقي بدارفور على صلة بمخطط يهدف إلى تقسيم السودان الى خمس دول». أضاف «ان اجندة صهيونية خلف الحملة الشرسة التي يتعرض لها السودان حاليا».
في غضون ذلك، سار آلاف السودانيين أمس إلى السفارة الأميركية في الخرطوم احتجاجا على الضغوط الغربية على السودان لقبول نشر قوة دولية في دارفور. وردد المحتجون هتافات مثل «تسقط تسقط أميركا».
وقال منظم المسيرة، عدنان سليمان، «نبعث لأميركا هذه الرسالة.. ما شهدتموه في أفغانستان وفي الصومال وما شهدتموه من حزب الله في جنوب لبنان لا يقارن بما ستشهدونه في السودان».
ومن المقرر أن يزور البشير اليوم القاهرة، حيث من المقرر أن يبحث مع مبارك آخر المستجدات بالنسبة إلى إقليم دارفور. وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية وسودانية متطابقة، لـ “الأخبار”، إن القمة المصرية السودانية ستستعرض تطورات أزمة دارفور في ضوء التطورات الأخيرة بعد اتهام الإدارة الأميركية للحكومة السودانية بارتكاب أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي فى الإقليم وسعي الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى نشر قوات دولية في الإقليم تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1706.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب،
يو بي آي)