جدَّد كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي الايراني علي لاريجاني أمس رغبة بلاده بـ«متابعة المفاوضات البناءة» مع الاتحاد الأوروبي، في وقت ذكرت واشنطن أن الدول الكبرى أمهلت طهران مهلة جديدة لاستكمال المحادثات مع الأوروبيين، مشيرة إلى أن «صبرها سينفد» بعد انقضاء هذه المهلة.وقال لاريجاني، للصحافيين بعد محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق: «المهم هو أن تستمر المفاوضات بشكل بناء، نحن سنستمر في التفاوض مع (الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير) سولانا».
وسئل المسؤول الإيراني عن الضمانات التي ستعطى لدول الخليج في شأن البرنامج النووي، فقال: «أفضل الضمانات إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
من ناحية أخرى، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أمس إن الدول الست الكبرى المشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني لم تتوصل، أول من أمس، إلى التوافق على فرض عقوبات على طهران، لكنها أجمعت على دعم «قوي» لجهود الحوار التي يبذلها الأوروبيون.
وقال بيرنز إن وزراء خارجية الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) عبروا عن «دعمهم القوي للمفاوضات الحالية بين سولانا ولاريجاني». وأضاف: «بالتأكيد إنها أكثر المفاوضات جدية يخوضها سولانا منذ مطلع حزيران».
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن واشنطن مستعدة لإعطاء سولانا المزيد من الوقت لإجراء محادثات، لكن القوى الكبرى ستدعم فرض عقوبات ما لم توقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية، طلب عدم كشف هويته، إن الدول الست اتفقت على منح طهران مهلة جديدة سيكون صبرها على طهران قد «نفد» بعد انقضائها. لكنه لم يوضح مدتها أو موعدها، وقال إن إيران ستبلغ «قريباً» بذلك.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، في نيويورك أيضاً، أنه ينبغي لإيران أن تعطي رداً سريعاً على اقتراح فرنسي بتعليق تخصيب اليورانيوم في مقابل تجميد التهديد بفرض عقوبات عليها. وقال: «يجب أن نحصل على جواب سريع من الإيرانيين» لأن الأمر «بدأ يرتدي طابعاً عاجلاً».
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال من جهته، إن «جميع الفرص متوافرة الآن للبدء بالمباحثات الخاصة بالملف النووي الإيراني وفق شروط ملائمة للدول الست والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي وإيران».
واتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الغرب أول من أمس بإساءة استغلال الأمم المتحدة لمحاولة حرمان إيران حقها في التكنولوجيا النووية السلمية التي تتمتع بها الدول الغربية.
وقال نجاد، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «سوء استخدام مجلس الأمن وسيلة للتهديد والإكراه لهو حقاً مبعث قلق بالغ». وأضاف أن الأنشطة النووية لإيران «شفافة وسلمية وتحت أعين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
ووجَّه الرئيس الإيراني هجوماً على إسرائيل، معلناً أن «ذرائع إنشاء النظام المحتل للقدس الشريف ضعيفة جداً، حتى إن أنصارها يريدون إسكات أي صوت يحاول مجرد الحديث عنها».
على صعيد آخر، احتجت طهران أمس لدى تركيا بسبب إجبارها طائرة إيرانية تحمل وفداً رفيع المستوى على الهبوط في مطار اسطنبول.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)