القاهرة ــ خالد محمود رمضان
برز أمس خلاف مصري ــ سوداني بشأن الموقف من دخول قوات دولية إلى دارفور، بعدما قالت مصادر أميركية إن الرئيس المصري حسنى مبارك ونظيره الأميركي جورج بوش عبّرا، خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أول من أمس، عن التزام قوي بتأمين انتقال العمليات في الإقليم السوداني من قوات الاتحاد الأفريقي إلى قوة أممية. واستبق الرئيس السوداني عمر البشير زيارته الخاطفة إلى القاهرة بتجديد رفضه القاطع لدخول القوات الدولية إلى الإقليم.
وعقد الرئيسان مبارك والبشير أحدث قمة بينهما أمس في العاصمة المصرية. وتأخرت القمة المصرية ــ السودانية عن موعدها ساعتين من دون تفسير رسمي، بعدما كان مسؤول مصري، رفض الكشف عن اسمه، قد أبلغ وكالة “يونايتد برس انترناشونال” أن القمة لن تعقد.
وقالت مصادر سودانية إن البشير، الذي يرأس الدورة لحالية للقمة العربية، يسعى لعقد قمة عربية مصغرة في محاولة لحشد الدعم العربي لمصلحته في مواجهة الضغوط الأميركية المتزايدة عليه.
وشدّد البشير، خلال توقف قصير في المغرب في طريقه إلى القاهرة قادماً من نيويورك، على أن بلاده لن تقبل بأن يتحول السودان إلى عراق جديد، معلناً تمكنه من إقناع الكثير من الوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة مجلس السلم والأمن الأفريقي وقمة دول عدم الانحياز في كوبا بوجهة نظر السودان بشأن الأوضاع الحقيقية في دارفور.
وأشار البشير إلى أنه قدم مستندات ومعلومات موثقة تدحض ما تتناقله وسائل الإعلام من مغالطات بشأن الأوضاع في الإقليم، دفعت بالكثيرين إلى اتخاذ مواقف معادية للسودان.
ورأى البشير أن اقتناع العديد من المسؤولين الدوليين بالتوضيحات التي قدمها، دفع الدول المشاركة في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى اتخاذ قرار يقضي بتمديد مهمة القوات الأفريقية في دارفور إلى نهاية العام الجاري.
وعن الكيفية التي ستواجه فيها الخرطوم إصرار الأمم المتحدة على تنفيذ القرار 1706 القاضي بإرسال قوات دولية إلى دارفور، قال الرئيس السوداني إن “هذا القرار مرفوض ولا يمكن قبوله باعتبار أنه مبنيّ على معلومات وحيثيات خاطئة، ويضع السودان تحت الوصاية ما دام يتحدث عن إقامة نظام قضائي وجهاز شرطة ومراقبة للحدود وحقوق الإنسان وعدم الإفلات من العقوبة”. وأضاف أن هذه القوات ستكون قوات استعمارية بمعنى الكلمة، وهذه السلطات هي السلطات نفسها المخولة لقوات الاحتلال في العراق، معرباً عن خشيته من أن يتحول السودان إلى عراق جديد.
ورحّبت الحكومة السودانية أمس بقرار الاتحاد الأفريقي تمديد مهمة قواته في دارفور حتى نهاية العام الجاري. وأعلن وزير الدولة في الخارجية السودانية علي كرتي، أن تمويل القوات الأفريقية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيكون عربياً، مشيراً إلى التزام مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الأخير في القاهرة تقديم الدعم المادي المطلوب لتمديد تفويض القوات الأفريقية.
إلى ذلك، رأى الموفد الخاص للامم المتحدة يان برونك، خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، أن اتفاق السلام في دارفور “يحتضر”، مشيراً إلى أنه “دخل في غيبوبة”. وأضاف برونك: “يجب ان نفعل شيئاً لإنعاش اتفاق السلام، يجب تحسينه من خلال مفاوضات بين الاطراف تشمل الفصائل التي لم توقع عليه”.
وقال برونك، مشيراً إلى البشير وجماعات التمرد في دارفور: “سأرسل خطابات للرئيس وللحركات السبع... أطلب منهم فيها التزام الهدوء لمدة شهر في رمضان”. وأضاف: “تجنبوا طريق الصدام... لا تحاربوا... لا تقصفوا بالقنابل... لا تغيّروا مواقعكم”.