الانتخابات، وإن كانت هامشية في تحديد المسار اليمني على المستوى الرئاسي، إلا أنها على المستوى المحلي تهم المعارضة، التي لوّحت بالشارع احتجاجاً على تدخل السلطة في نتائجهاصنعاء ــ أبو بكر عباد

تراجعت اللجنة العليا للانتخابات اليمنية عن الأرقام التي أعلنتها بعد ساعات من انتهاء عملية الاقتراع مساء الأربعاء الماضي، بعد الهجوم الذي شنته عليها أمس المعارضة “بعنف” في وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، مهددة باللجوء إلى الشارع احتجاجاً على النتائج الأولية الرسمية التي أظهرت فوز الرئيس علي عبد الله صالح بـ80 في المئة من أصوات الناخبين، وحصول مرشح المعارضة فيصل بن شملان على 20 في المئة.
وأعلنت اللجنة الانتخابية، في مؤتمر صحافي “هزيل” في وقت متأخر مساء أول من أمس، نتائج عمليات فرز 17500 صندوق اقتراع خاصة بالاستحقاق الرئاسي أسفرت عن تقدم صالح بـ 3 ملايين و462 ألف و69 صوت أي بنسبة (79 في المئة)، في مقابل 890 ألف و403 صوت أي بنسبة (20 في المئة) للمرشح بن شملان، وتوزعت بقية الأصوات على باقي المرشحينوبعد تأخر اللجنة العليا للانتخابات في إعلان نتائج الاستحقاق الرئاسي بعد 24 ساعة على انتهاء الاقتراع، بدأ يلوح في الأفق ضيق في نفوس “اللقاء المشترك” الذي أشار إلى أن الحزب الحاكم استقوى بقوات الأمن وبإمكانات الدولة المختلفة في صنعاء، عندما أقدمت وحدة عسكرية مكونة من مئة جندي على تطويق مركز انتخابي في مديرية السبعين، حيث أظهرت النتائج الأولية تقدم مرشح المشترك في الانتخابات المحلية.
وهذا ما اضطر أحزاب “المشترك” إلى التلويح بورقة “العصيان المدني” والتهديد بدعوة قواعدها وأنصارها إلى النزول إلى الشارع “ليعرف الرأي العام العالمي حقيقة حجمها الذي تحاول السلطة وحزبها الحاكم التقليل منه”. كما دفع الهيئة التنفيذية لـ”المشترك” إلى رفض نتائج الانتخابات “التي تحاول السلطة من خلالها تهيئة الشارع اليمني والرأي العام الخارجـــي لنــــتائج غيــــر صــــحيحة تظهر تفوقها وإخفاق المعارضة”.
وقال المتحدث باسم أحزاب “اللقاء المشترك”، محمد قحطان، في مؤتمر صحافي، “إن نتائج الانتخابات التي أعلنتها اللجنة العليا جاءت في إطار القرار الجمهوري الذي حدد الفوز لمرشح الحزب الحاكم بنسبة 80 في المئة، وهو ما خرج ليستبق به رئيس اللجنة العليا خالد عبد الوهاب الشريف بإعلان تلك النتيجة قبل أن تبدأ اللجان بفرز الصناديق”، مشددا على أن “المشترك” "لا يتنافس مع حزب حاكم بل مع سلطة تستغل كل إمكانات ومقدرات الدولة”، وهو ما عدّه “أول نقاط التزوير في العملية الانتخابية”.
وبحسب مصادر “المشترك”، لا يزال هناك أكثر من 10 آلاف صندوق لم تفرز في أكثر من 500 مركز قام الحزب الحاكم بنهبها وطرد مندوبي مرشح المشترك من داخلها.
ومع تصريحات المعارضة الساخنة والحادة، عمدت قيادات الحزب الحاكم وإعلامه إلى الاحتفال بإعلان نتائج تفوقها في الرئاسيات والمحليات في جميع محافظات اليمن، من دون أن تبدي لتهديدات المعارضة وهجومها أي اهتمام.
ورأى الحزب الحاكم أن دعوة المعارضة إلى النزول إلى الشارع احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية نوع من “مغامرة غير محسوبة العواقب”. وقال، في بيان، إن هذه الدعوة “تعبر عن إفلاس هذه الأحزاب وهروبها من تقبل الهزيمة القاسية التي نالتها من أبناء الشعب اليمني بسبب خطابها الاستفزازي والمسيء إلى الشعب والوطن”.
وشدد البيان على أن “الشعب هو الذي سيواجههم إذا نزلوا إلى الشارع دفاعاً عن إرادته الحرة التي عبر عنها في صناديق الاقتراع”.
وفسر المراقبون هذا اللغط بين الحزب الحاكم والمعارضة، بأن “اللقاء المشترك” مقتنع بعدم فوزه بمنصب “الرئيس” لكنه يختلف مع الحزب الحاكم واللجنة العليا في نسبته التي يقدرها هو بما لا تقــــل عن 40 في المئة.