strong>رفسنجاني: ستتعرض إسرائيل لرد لم تشهده من قبل إذا هاجمت لبنان مجدداًصعَّدت طهران مجدداً أمس تهديداتها العسكرية «المضادة»، محذرة من أنها ستردّ «بشكل صاعق» على أي اعتداء، الأمر الذي يصب في خانة الاستنفار الإيراني المستمرّ من أجل مواجهة أي هجوم محتمل من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، فضلاً عن أنه قد يشير إلى الرغبة في رفع مستوى «السقف التفاوضي» في الملف النووي.
وحذر نائب الرئيس الإيراني برويز داوودي، في كلمة ألقاها خلال استعراض عسكري بمناسبة الذكرى السنوية للحرب الإيرانية العراقية، القوى الغربية من «مجرد التفكير» في مهاجمتها.
وقال داوودي، وهو واحد من عشرة نواب للرئيس: «نحن نسعى إلى السلام. لكنني أقول للقوى المهيمنة: لا تحاولوا حتى مجرد التفكير في شن أي هجوم لأننا مستعدون تماماً للدفاع عن إيران».
وللمرة الأولى، شارك في العرض العسكري، الذي جرى بجوار مزار الإمام الخميني، عناصر من الميليشيات الإسلامية العرب والأكراد والبلوش باللباس التقليدي، الذين أعلنوا ولاءهم لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وصرخوا بالعربية: «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل». كما شارك محاربون قدامى على كراسي متحركة وجنود وأفراد من الحرس الثوري وعشرات من قوات «الباسيج».
وسارت أمام المزار صواريخ من طراز «شهاب ــ3» التي يبلغ مداها ألفي كيلومتر، محملة على شاحنات. وهذه الصواريخ قادرة على ضرب إسرائيل وقواعد الولايات المتحدة في الخليج. وظهر في الاستعراض أيضاً صواريخ «نازعات ام ــ6» و «زلزال 1»، مع دبابات تم قطرها على شاحنات.
أما القائد العام للجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي، فهدد بإلحاق «الهزيمة بالعدو» في أي مجال يشن فيه هجوماً على بلاده، التي قال إنها ليست بحاجة إلى الأسلحة غير التقليدية.
وقال صالحي: «إنني أقول بوصفي قائداً عسكرياً إن إيران ليست بحاجة إلى الأسلحة غير التقليدية الكيميائية والنووية، لكنها، بفضل قدراتها التي حصلت عليها اليوم من خلال اختراع وابتداع وتحسين الأسلحة البحرية والبرية والجوية التقليدية، فإنه مما لا شك فيه ستدحر وتهزم العدو في كل ميدان». وأضاف أن «جهود الصناعيين العسكريين للذود عن حدود البلاد هي بدرجة لجأ معها العدو الآن إلى التجسس للتعرف إلى قدراتنا في البر والجو والبحر».
من ناحية أخرى، قال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني أمس إن بلاده «جاهزة للمحادثات من دون شروط مسبقة» بخصوص ملفها النووي، محذراً من أن الأميركيين «يفكرون بالعدوان مجدداً».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن رفسنجاني قوله، خلال خطبة الجمعة في طهران، إن تعليق تخصيب اليورانيوم في إيران كشرط مسبق «هو أمر مثير للسخرية». وأضاف، متوجهاً إلى الولايات المتحدة والغرب: «أنتم تقولون بأن شرط المحادثات هو التعليق إذن التفاوض سيكون حول ماذا».
كما حذر رفسنجاني إسرائيل من أنها «ستتعرض لرد لم تشهده من قبل، إذا هاجمت لبنان مجدداً». وقال: «لا تظنوا أن المسألة اللبنانية انتهت. إن الإسرائيليين، على الأخص العسكريين والحزب الحاكم، لا يزالون، بسبب عيوبهم، يصدرون تهديدات»، وتابع: «لذلك على الإسرائيليين أن يلزموا حذراً شديداً ويمتنعوا عن صب الزيت على النار».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست ــ بلازي، في لقاء مع صحافيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، إن بلاده لن تنتظر «إلى الأبد» جواباً من طهران عن تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وأعرب دوست بلازي عن أمله أن يعقد لقاء بين الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني في بداية الاسبوع المقبل، مضيفاً: «سيكون علينا اتخاذ قرار بسرعة بعد هذا اللقاء».
ولفت الوزير الفرنسي إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال أول من أمس، في مؤتمر صحافي، للمرة الأولى، إن «إيران مستعدة لمناقشة تعليق نشاطات التخصيب إذا توافرت الظروف الملائمة». وقال دوست بلازي: «أعتقد أننا في منطق يبدو لي عادلاً»، مذكراً بالاقتراح الفرنسي بالقيام منذ بدء المفاوضات بتعليق تخصيب اليورانيوم، من جهة، وتعليق للتوجه الدولي لفرض عقوبات على إيران من جهة أخرى.
أما المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون، فقال إن واشنطن تريد إعطاء الاتحاد الأوروبي «أكبر فرصة ممكنة لاستكشاف الخيارات التي يتابعونها»، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة صبرها ينفد. وأضاف بولتون، للصحافيين في نيويورك أمس: «ما من شك في أن إيران استخدمت المفاوضات غطاء لمواصلة إتقان جوانب فنية في دورة الوقود النووي»، وتابع: «الوقت لمصلحة إيران».
(أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، أ ب)