واشنطن ـ محمد دلبح
أعرب الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن ثقته بالرئيس الأميركي جورج بوش في جهوده لتحقيق السلام في العالم وحلّ الصراع العربي ــ الإسرائيلي، الذي قال إنه جوهر كل القضايا بما فيها «الإرهاب»، مؤكداً وقوف بلاده الى جانب الولايات المتحدة في حربها على هذه الآفة.
وقال مشرف إن الاتفاق الذي عقدته حكومته، في الخامس من شهر ايلول الجاري، مع قبائل إقليم وزيرستان المحاذي لأفغانستان، يهدف الى «محاربة حركة طالبان لا العكس».
وأوضح الرئيس الباكستاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي عقب محادثات في البيت الأبيض امس، أن «هذا الاتفاق ليس تسوية مع طالبان بل هو ضد طالبان، وهو مع زعماء القبائل»، موضحاً أن الاتفاق «نص على ألا تكون هناك أي أنشطة لتنظيم القاعدة أو لطالبان»، وهو أمر أكده بوش قائلاً «إنني أصدقه»، مشيراً إلى أن مشرف كان قد تعرض لمحاولات اغتيال بسبب موقفه المؤيد للحرب الأميركية على «الإرهاب».
وذكر بوش أن محادثاته مع مشرف تناولت العلاقات الثنائية والطاقة والعلاقات الهندية ــ الباكستانية. وأفاد بأن اجتماعاً ثلاثياً سيعق في البيت الأبيض يوم الأربعاء المقبل بينه وبين مشرف والرئيس الأفغاني حميد قرضاي لبحث «كل ما يمكن أن يعزز الوضع في أفغانستان ويزيل التوترات بين باكستان وحكومة قرضاي».
وأشاد الرئيس الأميركي بنظيره الباكستاني في معرض رده على سؤال يتعلق بتهديد ذكر مشرف أن بلاده تلقّته من نائب وزير الخارجية الأميركي السابق ريتشارد أرميتاج، ويفيد بأن الولايات المتحدة ستعيد باكستان إلى العصر الحجري إذا لم تنضم إلى الولايات المتحدة في الحرب على «الإرهاب».
وقال بوش: «لقد أصبت بالدهشة لهذه الكلمات القاسية»، مضيفاً أن وزير خارجيته آنذاك كولن باول «جاء بعد وقت قصير من (هجمات) 11 ايلول 2001 وقال لي إن الرئيس مشرف يدرك المخاطر وهو يريد الانضمام والمساعدة في القضاء على العدو الذي قتل ثلاثة آلاف من مواطنينا». وأضاف أن مشرف أبلغه أنه «عندما يعثر على (زعيم القاعدة أسامة) بن لادن، فسيحضره إلى العدالة». وتابع: «إننا نتعاون معاً لاتخاذ الإجراءات المناسبة».
وتجنب مشرف التعليق على تهديد أرميتاج بدعوى أن ناشر كتابه الجديد الذي سيصدر يوم 25 من الشهر الجاري، لا يسمح له بذلك، استنادا إلى العقد القانوني المبرم بينهما.
وكان الرئيس الباكستاني قد كشف، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية تيثها غداً، أن مدير الاستخبارات الباكستاني قد أبلغه أن «أرميتاج هدده في لقاء بينهما بعيد 11 أيلول بقصف باكستان اذا لم تتعاون في الحرب الاميركية على طالبان في أفغانستان، وقال: استعدّوا للتعرض للقصف، استعدّوا للعودة الى العصر الحجري».
غير أن أرميتاج نفى ذلك في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «سي ان ان» بثتها أمس، قائلاً انه «لم يهدد قط بقصف باكستان» وإنه لا يمكن أن يتفوه بمثل ذلك وهو ليس من صلاحياته. لكنه أشار إلى أنه كان قد نقل إلى إسلام آباد رسالة شديدة فحواها: «إما أن تكونوا معنا أو ضدنا».