توصلت الكتل البرلمانية العراقية الاساسية أمس الى اتفاق على تأجيل تنفيذ البدء في آليات تأليف الاقاليم لمدة سنة ونصف السنة، في خطوة من شأنها انهاء اسابيع من الجدال الحاد، في وقت حذّر رئيس الوزراء نوري المالكي أمس، من تحول بلاده الى «ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين القوى المختلفة»، فيما أقر تقرير استخباري أميركي بأن الحرب في العراق «أصبحت آلية رئيسية لتجنيد المتطرفين الإسلاميين، الذين يؤسسون لجيل جديد من الإرهابيين المحتملين في العالم».وقال نائب عراقي إن «ممثلي الكتل البرلمانية الرئيسية في مجلس النواب اتفقوا على تأجيل البدء بتنفيذ آليات قانون الاقاليم لمدة سنة ونصف السنة»، مضيفاً أن «ممثلي القوائم الرئيسية خلصوا الى هذا الاتفاق بعد الاتفاق على تأليف لجنة لإعادة النظر ببنود الدستور العراقي، على أن يرافق هذا طرح مسودة قانون الاقاليم لقراءته امام البرلمان العراقي، ثم التصويت عليه».
وأعلن المتحدث باسم قائمة التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي، في مؤتمر صحافي، أن الخلاف الذي يواجه ممثلي الكتل البرلمانية «هو الفترة الزمنية التي ينبغي أن تحدد عمل لجنة إعداد قانون الاقاليم».
وقال نائب آخر إن «العديد من الكتل البرلمانية اعترضت على هذا الاتفاق، فانسحبت كتلة الحوار الوطني من المباحثات احتجاجاً، ولم تحضر الكتلة الصدرية المناقشات لانها ترفض القانون الذي تحفظت عليه كتلة حزب الفضيلة».
الى ذلك، قال المالكي، في بيان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إن «العراق يمر اليوم بمرحلة تاريخية في غاية الحساسية، فإما أن نعيش اخوة متحابّين، لا تفرق بيننا الطائفية والعرقية والمذهبية، أو أن يتحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين القوى المختلفة».
وأضاف المالكي أن «الامن لا يمكن أن يتحقق الا عندما يكون السلاح بيد الحكومة فقط، فالعراق الآمن المستقر لا مكان فيه لميليشيات مسلحة تمارس عمليات القتل والخطف وترتبط بهذه الجهة او تلك».
ميدانياً، أعلن الاحتلال الاميركي مقتل اثنين من جنوده خلال اشتباكات في الفلوجة. وقُتل جندي دنماركي وأصيب عدد بجروح في انفجار عبوة ناسفة اثناء مرور موكب سيارات تابع للقنصلية الدنماركية في مدينة البصرة.
كذلك، قُتل 19 عراقياً وأصيب 44 بجروح في هجمات في كركوك وتلعفر والموصل وتكريت وبغداد، حيث نجا وزير الصحة العراقي علي الشمري، من التيار الصدري، من محاولة اغتيال بواسطة تفجير عبوتين ناسفتين أثناء مرور موكبه في حي اليرموك.
وأعلن التلفزيون العراقي أن الجيش العراقي اعتقل أمس زعيم كتائب ثورة العشرين وسبعة من مساعديه شمالي بغداد، وزعيم تنظيم جيش السنة واثنين من مساعديه، أول من أمس، في بلدة المقدادية شرقي بغداد.
وفي السياق نفسه، أعلنت جماعة «انصار السنة»، في بيان، أنها قتلت عشرة هنود وباكستانيين شيعة في محافظة الأنبار، قالت انهم «قادمون من ايران في مهمة خاصة لقوات بدر» التابعة للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.
وفي واشنطن، قال تقرير استخباري إن «الغزو الأميركي للعراق وعمليات التمرّد التي نتجت منه، مصدر رئيسي لإلهام الشبكات الجديدة من المتطرفين الإسلاميين والخلايا، التي اجتمعت لأكثر من مجرد محاربة الأجندة الغربية».
ورأى التقرير أنه «بدلاً من المساهمة في تحقيق الانتصار المنتظر في مكافحة الإرهاب العالمي، فإن الوضع في العراق زاد من سوء الموقف الأميركي». ويشير التقرير الى أن «الشبكات الإسلامية المتطرفة قد توسعت، وأصبحت لا مركزية».
(الأخبار، يو بي آي، أ ب، أ ف ب، رويترز)